قفزة جديدة.. أسعار النفط تخالف التوقعات بتأثير مباشر من الهجمات الأوكرانية
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا مع بداية الأسبوع، مدفوعة بتصاعد الهجمات الأوكرانية على منشآت النفط الروسية، مما أثار مخاوف بشأن استقرار الإمدادات العالمية. وفي المقابل، يوازن المستثمرون بين هذه التوترات الجيوسياسية وتوقعات بوجود فائض في المعروض النفطي خلال الفترة المقبلة، مما يضع سوق الطاقة في حالة ترقب حذر لتطورات الأسواق.
تصاعد الهجمات الأوكرانية يدعم أسعار النفط
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة واحد بالمائة، ليتجاوز بذلك مستوى ثلاثة وستين دولارًا للبرميل الواحد، وذلك في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. جاء هذا الارتفاع بعد أن شنت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيرة على مصفاة “كينيف”، وهي إحدى كبرى مصافي النفط في روسيا، وذلك بعد أيام قليلة من هجوم مماثل استهدف ميناء “بريمورسك” الاستراتيجي على بحر البلطيق. هذه الهجمات على البنية التحتية النفطية الروسية تثير قلقًا متزايدًا بشأن قدرة روسيا على الحفاظ على تدفقات الإمدادات النفطية، مما يدعم أسعار النفط العالمية في الوقت الراهن.
ضغوط أمريكية متجددة بشأن النفط الروسي
وفي سياق متصل، جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعواته الملحة لأوروبا بضرورة التوقف عن شراء النفط الروسي. وأشار ترامب إلى استعداده لفرض عقوبات وصفها بـ “الكبيرة” على إمدادات النفط الروسي إذا اتخذت دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” خطوة مماثلة. ومع ذلك، أكد وزير الخزانة الأمريكي أن بلاده لن تنفذ هذه التهديدات ما لم تتحرك الدول الأوروبية بنفس الاتجاه، وهو ما يعكس التنسيق الدولي المعقد حول مستقبل عقوبات النفط الروسي وتأثيرها المحتمل على أسواق الطاقة العالمية.
توقعات متضاربة ترسم مستقبل سوق النفط
يتداول النفط حاليًا ضمن نطاق سعري محدود، متأثرًا بعوامل متنافسة تدفع أسعار النفط في اتجاهات مختلفة. فمن جهة، تدعم المخاوف الجيوسياسية المتزايدة، مثل الهجمات الأوكرانية، أسعار النفط. ومن جهة أخرى، هناك توقعات بتباطؤ الطلب العالمي على النفط ووجود فائض في المعروض، خاصة بعد أن بدأت منظمة “أوبك+” بزيادة إنتاجها بوتيرة أسرع من الموعد المحدد. وقد دفع هذا التطور وكالة الطاقة الدولية إلى توقع وجود فائض قياسي في المعروض النفطي خلال العام المقبل. وفي ظل هذا التضارب في التوقعات، يتطلع المتداولون والمستثمرون الآن إلى اجتماع البنك المركزي الأمريكي المرتقب، حيث من المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة. وقد يؤدي تخفيض الفائدة إلى تحفيز النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على النفط، مما قد يوازن بين التوقعات المتضاربة ويؤثر على مسار أسعار النفط الخام في الفترة القادمة.