مصيدة ريال مدريد.. هل يتعلم الأهلي من «كابوس الجلاكتيكوس» ليتفادى السقوط؟

تتجه الأنظار إلى أداء الأهلي المتذبذب في الموسم الكروي الجاري، والذي لم يعكس حجم الصفقات المميزة وعدد النجوم المنضمين للفريق. فبعد التعادل المخيب مع إنبي بهدف لكل فريق مساء أمس الاثنين ضمن منافسات الدوري المصري، تعود المقارنات بتجربة ريال مدريد في حقبة “الجلاكتيكوس” لتطرح تساؤلات حول تحول حلم “فريق الأحلام” بالقلعة الحمراء إلى تحديات حقيقية تهدد استقراره.

الأهلي وتحدي “النجوم الكبار”: هل يتكرر سيناريو “جلاكتيكوس” ريال مدريد؟

دخل الأهلي هذا الموسم بتطلعات كبيرة، مدعوماً بضم العديد من النجوم البارزة، في خطوة تشبه استراتيجية ريال مدريد خلال فترة “الجلاكتيكوس” الشهيرة التي جمعت كوكبة من ألمع اللاعبين بين عامي 2000 و2006. ورغم أن الفريق الملكي توج بدوري أبطال أوروبا عام 2002 خلال هذه الحقبة، إلا أن الحلم ببناء “فريق لا يقهر” سرعان ما تحول إلى واقع يعاني من نقص الانسجام والتوازن. فقد أدت زيادة عدد النجوم في غرفة الملابس والتشكيل إلى ظهور فجوة في الأداء الفني والتنظيم التكتيكي، مما أثر سلباً على النتائج وحول التوقعات الوردية إلى كابوس مزعج. المارد الأحمر، على غرار المرينجي سابقاً، راهن على جلب أكبر عدد من الأسماء اللامعة دفعة واحدة، أملاً في تشكيل كتيبة قادرة على السيطرة محلياً وقارياً، لكن المشكلات الفنية والتنظيمية برزت مبكراً، دافعة الفريق لدائرة من النتائج المتذبذبة والأداء غير المستقر، الأمر الذي بدأ معه رحيل المدربين.

اقرأ أيضًا: نحو حلم المونديال.. المران الأول للمنتخب يكشف خفايا الاستعدادات لموقعة إثيوبيا المرتقبة

أزمة الانسجام: عندما يصبح تكدس النجوم عبئًا تكتيكيًا

تعد أبرز التحديات التي يواجهها الأهلي حالياً هي افتقاد الانسجام والتناغم بين اللاعبين داخل التشكيلة. فوجود عدد كبير من اللاعبين الكبار الذين يشغلون نفس المراكز الأساسية أدى إلى صراع واضح على المشاركة، ما خلق توتراً وخلافات غير معلنة في صفوف الفريق. أمثلة كتواجد محمود تريزيجيه وأشرف بن شرقي وحسين الشحات في مراكز متقاربة، أثرت بشكل مباشر على الخطة التكتيكية التي حاول المدربون تطبيقها. فكل من المدرب السابق خوسيه ريبيرو والحالي عماد النحاس، وجدوا صعوبة بالغة في إيجاد الشكل المناسب لاستغلال هذه الكوكبة الكبيرة من النجوم، وهو ما تجلى بوضوح في مواجهة إنبي الأخيرة. هذا التكدس من اللاعبين البارزين في خطوط متشابهة أدى إلى فقدان الفريق لسمة التجانس التي طالما تميز بها، وتحول الأمر إلى عبء تكتيكي يضاف إلى الضغوطات على الجهاز الفني.

دور الإدارة وتأثيره على استقرار الأهلي الفني

تلعب إدارة الأهلي دورًا محورياً في الأزمة الراهنة، حيث تدخلت بشكل مكثف في جلب النجوم وبعض اللاعبين، وهذا التدخل المباشر أضعف الاستقرار على مستوى الجهاز الفني. فالتغيير المتكرر في المدربين ومنصب مدير الكرة عطل مسيرة الفريق وأثر سلباً على نتائجه. بدلاً من بناء فريق متماسك ومتجانس على مدار الموسم، تحول المارد الأحمر إلى ما يشبه “حقل تجارب” للأساليب المتضاربة والخطط المتغيرة، مما أدى إلى تراجع ملموس في المستوى العام وضياع الرؤية الفنية الواضحة. هذا النهج تسبب في دوامة من التغييرات التي لم تمنح اللاعبين أو الأجهزة الفنية فرصة لترسيخ أسلوب لعب ثابت، وأثر على الانسجام المطلوب لتحقيق الأهداف الكبرى.

اقرأ أيضًا: النهائي ينتظر الأسود.. المغرب يتأهل لكأس أمم أفريقيا للمحليين 2025 بعد إقصاء السنغال.. هل يحقق اللقب الثالث؟

غياب الروح القتالية وفقدان شخصية البطل في الأهلي

توضح المقارنة بين تجربة الأهلي الحالية وفترة “جلاكتيكوس” ريال مدريد أن مجرد ضم النجوم ليس كافياً لتحقيق التألق والبطولات. فلا بد من وجود خطة واضحة، ترتيب تكتيكي محكم، وروح قتالية عالية من اللاعبين للدفاع عن القميص. الفريق الملكي في تلك الحقبة شهد أيضاً تذبذباً في الأداء رغم الأسماء اللامعة، حيث برزت مشاكل في التواصل داخل الملعب وقلة الروح القتالية التي لم تجعل اللاعبين يقاتلون بشراسة من أجل النادي. وبالحديث عن شخصية البطل، فقد أصبح هناك حالة من الانعدام الواضح في الروح القتالية بين لاعبي الأهلي خلال المباريات الأخيرة، مقارنة بالأندية المنافسة التي تظهر حماساً أكبر. هذا الوضع جعل العديد من نجوم الفريق يعانون من الضغط وعدم القدرة على تقديم أفضل مستوياتهم، الأمر الذي انعكس سلباً على النتائج الفنية ومستوى الأداء العام.

يجب على فريق الأهلي الحالي أن يستوعب الدرس من تجربة “جلاكتيكوس” ريال مدريد قبل أن يتحول “فريق الأحلام” إلى كابوس دائم. الفريق بحاجة ماسة الآن لإعادة ضبط استراتيجيته والعمل على بناء تشكيلة متوازنة تتمتع بالانسجام والروح القتالية، تكون قادرة على العودة بقوة للمنافسة على لقبي الدوري الممتاز ودوري أبطال أفريقيا.

اقرأ أيضًا: بعد الاحتفال الذي أثار الجدل.. عمرو السولية يكسر الصمت ويوجه رسالة مفاجئة لجماهير الأهلي بشأن احتفاله أمام المارد الأحمر.