تتربع الكنافة على عرش الحلويات العربية، وتعد جزءًا لا يتجزأ من احتفالاتنا وأعيادنا، خصوصًا في شهر رمضان المبارك. يعود أصل كلمة كنافة إلى الجذر العربي “كنف”، الذي يعني الإحاطة والاحتواء. وهذا الوصف ينطبق تمامًا على الحلوى الشهيرة، حيث تحتضن عجينتها الرقيقة الحشوة اللذيذة بداخلها. بينما يرى بعض الباحثين أن الكلمة قد تكون ذات أصول غير عربية، وتحديدًا شركسية، حيث كانت تُعرف قديمًا باسم “تشنافة”، وهي تسمية تصف شكل العجين الملفوف الذي يشبه أعشاش الطيور.
ما هو جمع كلمة كنافة؟ مفاجأة لغوية قد لا تعرفها!
يتساءل الكثيرون عن جمع كلمة كنافة، وربما يعتقدون أنها لا تُجمع أو أن جمعها غير متداول. لكن المفاجأة تكمن في أن اللغة العربية تخبئ لنا جمعًا صحيحًا لهذه الحلوى اللذيذة وهو “كنافات”. هذا الجمع هو جمع سماعي، وقد ورد في عدد من المعاجم العربية الموثوقة. يُستخدم هذا الجمع للإشارة إلى أنواع متعددة من الكنافة، أو إلى كميات كبيرة منها. يتوافق جمع “كنافات” مع قواعد اللغة في جمع الأسماء المؤنثة التي تنتهي بالتاء المربوطة. ورغم أنه ليس شائعًا في حديثنا اليومي، إلا أنه صحيح لغويًا ويُمكن أن تجده في بعض النصوص الأدبية أو الفقهية القديمة.
الكنافة: رحلة تاريخية عريقة في قلب التراث العربي
إن الكنافة تتجاوز كونها مجرد حلوى؛ فهي رمز أصيل من رموز التراث العربي ومفتاح الضيافة الشرقية الأصيلة. تحمل هذه الحلوى في طياتها قصصًا تاريخية عديدة، حيث تروي الحكايات أنها ظهرت للمرة الأولى في العصر الأموي. يُقال إن الطهاة أعدوها خصيصًا للخليفة معاوية بن أبي سفيان كوجبة سحور دسمة تمنحه القوة والنشاط خلال أيام الصيام. ومنذ ذلك الحين، انطلقت الكنافة في رحلة من دمشق لتعبر مختلف أنحاء بلاد الشام، ثم إلى مصر، ومنها انتشرت إلى كل بقاع العالم. ورغم تنوع أشكالها، من الكنافة النابلسية الشهيرة إلى الكنافة بالجبن أو بالقشطة، فإنها حافظت على مكانتها الخاصة في قلوبنا، وبقيت نجمة المناسبات وموائد الصائمين.