أولى جلسات المحاكمة.. المتهمة بقتل زوجها وأطفالها الـ6 أمام جنايات المنيا
بدأت محكمة جنايات المنيا اليوم الاثنين أولى جلسات محاكمة سيدة متهمة بقتل زوجها وستة من أبنائه عمدًا بوضع سم “الكلوروفينابير”، في جريمة هزت محافظة المنيا. تُعقد الجلسات بالدائرة الأولى برئاسة المستشار علاء الدين محمد عباس، لنظر الجناية رقم 13282 لسنة 2025 جنايات دير مواس، حيث تُحاكم المتهمة “هاجر أ. ع. م.”، المعروفة باسم “نعمة”، البالغة 26 عامًا، بتهمة القتل العمد والشروع في قتل الزوجة الأولى لزوجها.
تفاصيل الاتهامات الموجهة للمتهمة في قضية المنيا
تُحاكم المتهمة هاجر أ. ع. م.، وشهرتها “نعمة”، البالغة من العمر 26 عامًا، والتي ما زالت محبوسة على ذمة القضية، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار. استخدمت المتهمة مادة الكلوروفينابير السامة لتنفيذ جريمتها خلال الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025، داخل دائرة مركز دير مواس بمحافظة المنيا. وتضمنت لائحة الاتهام أيضًا الشروع في قتل “أم هاشم أحمد عبدالفتاح”، وهي الزوجة الأولى لزوج المجني عليه، عمدًا ومع سبق الإصرار، وذلك باستخدام المادة السامة ذاتها بعد دسها في الخبز المعد لتناوله.
دوافع الجريمة البشعة: خلافات أسرية متصاعدة في دير مواس
كشفت اعترافات المتهمة عن أن بداية الخلافات الأسرية التي تصاعدت حتى بلغت حد الجريمة، كانت بسبب طلب والدة زوجها بأن تعيش الزوجة الأولى معه في نفس المنزل. هذا الطلب قوبل برفض قاطع من المتهمة، ما أدى إلى تصاعد التوتر مع عائلة الزوج، خاصة بعد تدخل والدة الزوج بشكل مباشر في الأمر. على الرغم من ذلك، أصر الزوج على تجهيز منزل منفصل لزوجته الأولى، وهو ما لم يحل الأزمة. أشارت المتهمة إلى أنها لم تكن على خلاف شخصي مع الزوجة الأولى، لكن رفضها القاطع لمشاركة المنزل كان الشرارة التي أشعلت سلسلة الأزمات العائلية.
كيف تم تنفيذ جريمة التسميم: اعترافات المتهمة
أوضحت المتهمة للنيابة العامة كيفية حصولها على المبيد الحشري الخطير وقوي المفعول، وهو من نوع حديث وغير شائع الاستخدام. وفسرت أن زوجها، الذي كان يعمل مزارعًا وتاجر خضراوات، كان يدرك تمامًا خطورة عبوات المبيدات، وكان يحتفظ بها في مكان آمن. وأقرت المتهمة بأنها أجرت تجربة على أصغر أطفال ضرتها قبل أن تتخذ قرار وضع السم لبقية الضحايا السبعة. وروت في أقوالها تفاصيل دقيقة ليوم 6 يوليو 2025 عندما جاء زوجها ناصر ومعه ابنه محمد، وطلب منها إطعامه. فقامت بتحضير البامية، ثم أضافت قطرات من المبيد الذي حصلت عليه من عبوة كانت ملقاة على السطح، بعد أن رجتها بالماء، ووضعتها في خبز شمسى من الداخل وقدمته للطفل محمد. وبعد يومين، علمت أن الطفل محمد يعاني من إعياء وسخونة، ولكن زوجها أخبرها أنه مجرد دور برد عادي.
مأساة قرية دلجا: تسلسل وفيات أسرة ناصر
بدأت مأساة قرية دلجا بدير مواس في يوليو الماضي، حيث أصابت أعراض غامضة أفراد الأسرة واحدًا تلو الآخر. تحولت هذه الأعراض من إعياء غير مفهوم إلى سلسلة وفيات متتالية خلال أسبوعين فقط، مما أثار جدلاً واسعًا حول الأسباب، وتناثرت الشائعات الطبية والتكهنات الجنائية. وكشفت التحقيقات لاحقًا أن وراء هذه الكارثة جريمة مدبرة.
الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذه الجريمة المروعة هم:
- ريم ناصر، 10 سنوات.
- عمر ناصر، 7 سنوات.
- محمد ناصر، 11 سنة.
- أحمد ناصر، 5 سنوات.
- رحمة ناصر، 12 عامًا.
- فرحة ناصر، 14 سنة.
- والدهم نصر محمد، 48 سنة.
فريق التحقيق في قضية المنيا: جهود كشف الحقيقة
أصدر المستشار محمد أبوكريشه، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، قرارًا بتشكيل فريق خاص من أعضاء النيابة العامة لإجراء تحقيقات موسعة في الواقعة. ضم فريق التحقيق كلًا من المستشارين أحمد قوره، وسعيد عبدالجواد، ومحمود بكري، رؤساء نيابة جنوب المنيا الكلية، بالإضافة إلى أحمد جمال، مدير نيابة ديرمواس، وعبدالرحمن عرفان، وكيل نيابة ديرمواس، لكشف جميع ملابسات الجريمة.
المتهمة تنهار في اعترافاتها: طفلتان خلف القضبان
خلال اعترافاتها أمام النيابة، انهارت المتهمة هاجر وبكت بشدة، وكشفت عن طفلتين تركتهما خلفها. الطفلة الكبرى “رؤية” تبلغ من العمر عامًا وثلاثة أشهر وتعاني من ضمور عقلي بسيط، بينما الطفلة الصغرى “أشرقت” لم يتجاوز عمرها أسبوعين. وكشفت المتهمة أنها كانت حاملًا في شهرها التاسع وقت وقوع الجريمة التي أدت إلى الوفيات المتسلسلة لزوجها وجميع أبنائه من زوجته الأولى.