تصعيد جديد.. “حضوري” يشعل أزمة بين وزارة التعليم ومعلمي الفترة المسائية

يطالب منسوبو المدارس المسائية المدمجة باستثنائهم من شرط الدوام اليومي لسبع ساعات في نظام “حضوري” الجديد، مؤكدين أن طبيعة عملهم تختلف جذريًا عن المدارس الصباحية. ويشير المعلمون إلى أن تطبيق النظام بصيغته الحالية يضاعف من معاناتهم ويخلق فجوة زمنية غير مبررة بعد انتهاء دوام الطلاب الفعلي.

مطالب منسوبي المدارس المسائية وتحديات نظام “حضوري”

أوضح منسوبو المدارس المسائية أن دوام الطلاب لديهم يبدأ عند الساعة الواحدة ظهرًا وينتهي في الخامسة مساء. هذا الجدول المخفف يراعي خصوصية الوقت، بينما يلزمهم نظام “حضوري” بالبقاء في المدارس حتى السابعة مساءً رغم مغادرة الطلاب مبكرًا. وأكد المعلمون أن هذا الوضع يخلق فجوة زمنية غير مبررة ويجعل بقاءهم داخل المدرسة بعد انتهاء الحصص أمرًا غير عملي، خاصة أن بعض هذه المدارس لا تزال تعاني من ظروف الدمج المؤقت بسبب أعمال الصيانة والترميم الجارية بها. ويشدد المعلمون على أن الهدف الأصلي من المدارس المسائية هو توفير بديل مؤقت للطلاب حتى انتهاء المشاريع التطويرية، وبالتالي فإن إلزامهم بساعات إضافية لا تتناسب مع طبيعة الدوام يعد إجحافًا بحقهم.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. عطلة اليوم الوطني السعودي 95 تشمل كل القطاعات: موعد الإجازة المنتظر

دعوات لاستثناء مرحلي وتطبيق عادل

تتركز مطالب منسوبي المدارس المسائية على استثناء مرحلي من شرط السبع ساعات اليومية، وذلك إلى حين إعادتهم إلى الفترة الصباحية. ويؤكدون أن هذا الاستثناء سيضمن عدالة تطبيق نظام الحضور، مع مراعاة الاختلاف الجوهري بين الفترتين من حيث عدد الحصص والطلاب. ويرى البعض أن هذا التعديل المقترح لن يخل بجوهر الانضباط الذي يسعى النظام لتحقيقه، بل سيعزز من العدالة بين جميع منسوبي التعليم.

نظام “حضوري”: أهداف ومزايا

يعد نظام “حضوري” من أبرز المبادرات الرقمية التي أطلقتها وزارة التعليم مؤخرًا بهدف تطوير آلية إدارة الحضور والانصراف لجميع منسوبي المدارس من معلمين ومعلمات وموظفين إداريين. ويرتكز النظام على تقنية تحديد المواقع الجغرافية لضمان تسجيل الحضور من داخل نطاق المدرسة فقط، مما يعزز من دقة التوثيق ويحد من أي محاولات للتحايل.

اقرأ أيضًا: بشرى سارة.. خطوات الاستعلام عن دعم الحقيبة المدرسية 1447 في السعودية

ويوفر نظام “حضوري” عدة مزايا إدارية ورقابية منها:

  • متابعة المديرين المباشرة للانضباط، حيث يمكنهم التحقق من موقع تسجيل الموظف.
  • صلاحية إجراء تحضير مفاجئ على مدار اليوم الدراسي.
  • امتداد الإشراف ليشمل مديري التعليم والمراقبين وحتى الوزير نفسه لضمان مستوى عالٍ من الرقابة الإدارية.
  • خيار مرن للموظفين لتقديم طلب استئذان عبر التطبيق من منازلهم في حال وجود ظرف طارئ، على أن يحددوا وقت الغياب ويعتمدوه من المدير مسبقًا.

آراء الخبراء وتأثيره على الرضا الوظيفي

يرى مراقبون أن ميزة الاستئذان المرن تمثل نقلة نوعية في إدارة الموارد البشرية التعليمية، كونها توازن بين الانضباط المطلوب والمرونة في التعامل مع الحالات الفردية. لكن في المقابل يعتقد منسوبو المدارس المسائية أن طبيعة دوامهم لا تتطلب وجودهم لسبع ساعات كاملة، وأن النظام بحاجة إلى تعديلات تأخذ في الاعتبار خصوصية كل مدرسة. من جهتهم يؤكد خبراء الإدارة التعليمية أن معالجة هذه المطالب تتطلب حوارًا مباشرًا بين الوزارة ومنسوبي المدارس، للوصول إلى صيغة توافقية تخدم مصلحة الجميع. ويرى آخرون أن الإبقاء على شرط السبع ساعات في المدارس المسائية قد يؤدي إلى تدني الرضا الوظيفي، ما ينعكس في النهاية على جودة العملية التعليمية المقدمة للطلاب.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تعرف على أسعار رسوم الإقامة الجديدة في السعودية لعام 2025 وتفاصيل التحديثات

مقترحات لتطبيق أكثر مرونة

يطرح بعض التربويين فكرة أن يتم ربط عدد ساعات الدوام بعدد الحصص الفعلية في الجدول الدراسي، بدلًا من تحديد وقت موحد لجميع المدارس بمختلف ظروفها. ويؤكد المعلمون أن دعمهم لنظام “حضوري” لا يعني رفضًا للتحول الرقمي، بل إنهم يطالبون بآلية تطبيق أكثر مرونة تأخذ في الاعتبار واقع المدارس المدمجة مؤقتًا. وفي الوقت الذي تتواصل فيه النقاشات يترقب منسوبو التعليم صدور قرار رسمي قد يحدد مستقبل آلية تطبيق “حضوري” في المدارس المسائية، إما بتثبيت الساعات كما هي أو بإدخال تعديلات تضمن المساواة والعدالة.

اقرأ أيضًا: كشف مفاجئ: تركي آل الشيخ يفصح عن كواليس زيارة الرئيس السيسي للسعودية وتفاصيل لقائه بولي العهد