لأول مرة يكشف قائد منتخب مصر لكرة القدم للساق الواحدة.. كيف حول فقدان ساقه في الطفولة إلى قصة نجاح وأمل تُلهم الملايين

الكابتن محمود عبده، قائد منتخب مصر لكرة القدم للساق الواحدة، يجسد أروع معاني الصمود والإصرار، فبعد حادث أليم أفقده ساقه في سن مبكرة، لم يستسلم، بل حول محنته إلى منحة، ليؤسس رياضة جديدة في بلاده، ويحقق شهرة عالمية بتكريم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ويصبح أول لاعب مصري محترف في أحد أقوى الدوريات العالمية.

رحلة الأمل: من حادث أليم إلى قبول القدر

فقد الكابتن محمود عبده ساقه اليمنى في حادث سير مروع عندما كان في السادسة من عمره، ما استلزم خضوعه لعدة عمليات جراحية وأمضى عامين كاملين في المستشفى. ورغم صغر سنه آنذاك، تقبل عبده هذا الابتلاء برضا عميق، مؤكدًا أن المصاعب المبكرة قد تكون نعمة من الله تمنح الإنسان قوة ورضا نفسيًا. ومنذ طفولته، كان محمود عبده شغوفًا بكرة القدم، ومشجعًا وفيًا للنادي الأهلي ومنتخب مصر، حيث كان حريصًا على حضور المباريات في الاستاد، لكنه لم يتمكن من المشاركة رسميًا في المباريات بسبب إعاقته.

اقرأ أيضًا: قفزة للصدارة.. تشيلسي يكتسح وست هام بخماسية نظيفة ويعتلي قمة الدوري الإنجليزي

تحديات الإعاقة: إصرار يصنع النجاح

لم تثنِ الإعاقة محمود عبده عن تحقيق أحلامه، فواجه تنمرًا أثناء اللعب بكلمات مثل “ستقع، لا يمكنك الاستمرار”، لكن هذه الكلمات لم تحبطه بل كانت دافعًا قويًا له لإثبات قدرته على النجاح. استمر في دراسته حتى حصل على ليسانس الحقوق، ثم عمل في وظائف متعددة مثل القطاع المصرفي ومراكز خدمة العملاء، مؤكدًا أنه لم يسمح لإعاقته بأن تكون عذرًا للتقاعس. وشدد على أنه لم يقل يومًا إنه معاق وسيبقى في المنزل، بل سعى وتعلم وعمل، وكان دائمًا على يقين بأن للإنسان دورًا في الحياة ما دام حيًا.

تأسيس كرة القدم للساق الواحدة في مصر وتكريم الفيفا

في عام 2017، قام الكابتن محمود عبده بتأسيس رياضة كرة القدم للساق الواحدة في مصر، ليمثل هذا نقطة تحول ومسارًا جديدًا في حياته. وجاءت اللحظة المفصلية في رحلته عام 2018، عندما حضر مباراة مصر والكونغو في تصفيات كأس العالم. وعندما أحرز محمد صلاح هدف التأهل التاريخي، قام عبده بحركة “الشقلباظ” تعبيرًا عن فرحته العارمة، وانتشرت صورته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصلت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). كرّم الفيفا محمود عبده ومنحه جائزة “أفضل صورة لعام 2018” تقديرًا لتجسيدها معاني الإرادة والأمل. وبعد انتشار صورته، شاهد مباراة في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم للساق الواحدة بين تركيا وإنجلترا، فاستشعر حينها أن حلمه يولد من جديد، واكتشف وجود رياضة رسمية معترف بها عالميًا في هذا المجال.

اقرأ أيضًا: صلاح محسن أساسيًا.. التشكيل الرسمي للمصري أمام طلائع الجيش

من التأسيس إلى الاحتراف العالمي في الدوري التركي

منذ تلك اللحظة الملهمة، بدأ محمود عبده مسيرته كمؤسس لرياضة كرة القدم للساق الواحدة في مصر. لم يكتفِ بذلك، بل أصبح بعد فترة أول لاعب مصري محترف في الدوري التركي لكرة القدم للساق الواحدة، الذي يُعتبر واحدًا من أقوى الدوريات في العالم. وما زال الكابتن محمود عبده يواصل تدريباته ويعيش في تركيا منذ ثماني سنوات، ليثبت أن الشغف والإصرار يمكن أن يحولا التحديات إلى إنجازات عالمية.

اقرأ أيضًا: الظهور الأول.. مرموش يقود تشكيل مانشستر سيتي في افتتاحية الموسم ضد وولفرهامبتون