العجلات ما زالت غارقة؟.. محمد عبد اللطيف يقود ملف إصلاح التعليم | كواليس المعركة الصعبة
أكد الدكتور علاء الجندي، خبير المناهج وطرق التدريس، أن وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف يقود رؤية إصلاحية طموحة للتعليم المصري، متجاوزًا حدود المنصب الإداري إلى مسؤولية وطنية شاملة. وبينما يدفع الوزير بعجلة التغيير بقوة، حذر الجندي من بطء استجابة بعض الأجهزة التنفيذية، مما يهدد اكتمال مسيرة الإصلاح ويتطلب إعادة النظر في اختيار القيادات التربوية الفعالة.
جهود وزير التربية والتعليم لدفع عجلة الإصلاح
أشار الدكتور علاء الجندي إلى أن الدكتور محمد عبد اللطيف، منذ توليه حقيبة وزارة التربية والتعليم، لم يتعامل مع موقعه كمنصب إداري روتيني، بل كمسؤولية وطنية حقيقية تهدف إلى إعادة الاعتبار للتعليم المصري باعتباره أساس أي تقدم. وقد جاء الوزير يحمل رؤية واضحة وخارطة طريق طموحة لإحداث تغيير جذري. وتتجلى خطوات الوزير المتسارعة في العديد من الإنجازات الملموسة التي تعكس جديته في مسيرة الإصلاح:
- تحديث مستمر للمناهج الدراسية.
- إطلاق برامج تعليمية جديدة ومبتكرة.
- إعادة هيكلة شاملة لسياسات التقييم والامتحانات.
تؤكد هذه الجهود أن الإصلاح ليس مجرد شعارات، بل هو مسيرة جادة تتطلب عملاً دؤوباً وتضحيات مستمرة.
تحديات تواجه إصلاح المنظومة التعليمية
على الرغم من الحماس الكبير للقيادة العليا في وزارة التربية والتعليم، تبرز تحديات تنفيذية تتمثل في بطء استجابة بعض الأجهزة التنفيذية. وأوضح الخبير أن هذا البطء لا يعود بالضرورة إلى نوايا سيئة أو عرقلة متعمدة، بل إلى عدم قدرة بعض الأدوات التنفيذية على مواكبة إيقاع التغيير السريع والمطلوب. فالمركبة التعليمية، مهما كان قائدها ماهرًا ورؤيته واضحة، تحتاج إلى عجلات تنفيذية قادرة على الدوران بسرعة وثبات لتحقيق الأهداف المنشودة.
ضرورة اختيار القيادات التربوية الكفؤة
شدد الدكتور الجندي على أن مسيرة الإصلاح التربوي لا يمكن أن تعتمد على “كفايات ورقية” أو مسميات وظيفية شكلية، بل تتطلب وجود “كفاءات حقيقية” قادرة على استيعاب الرؤية الوزارية وتحويلها إلى واقع ملموس يشعر به الطالب والمعلم وولي الأمر. فالميدان التعليمي يثبت يومًا بعد يوم أن مجرد الأسماء أو شغل المقاعد لا يكفي، وأن الامتحان الحقيقي للقيادات هو قدرتها على الإنجاز وتحقيق نتائج فعلية. وعليه، تبرز أهمية إعادة النظر في معايير اختيار القيادات التربوية، لتكون الأولوية لمن يملكون القدرة على الإبداع والابتكار، لا لمن يكتفون بترديد الشعارات أو ملء الشواغر الإدارية.
مستقبل التعليم: سباق مع الزمن
يحمل الفارق في السرعة بين الوزير الذي يركض بخطوات واسعة، وبعض القيادات التي تسير بخطى متثاقلة، إنذارًا مبكرًا بأن جهود الإصلاح قد لا تؤتي ثمارها كاملة. وشبه الدكتور الجندي الوضع الراهن في التعليم المصري بسباق مع الزمن، حيث يندفع الوزير نحو خط النهاية، بينما يتأخر بعض المرافقين في منتصف الطريق. فإما أن تتحرر العجلات التنفيذية من القيود وتلتحق بالمسيرة السريعة، أو يظل مركب الإصلاح يواجه خطر التباطؤ والتراجع. تؤكد هذه المعضلة أن مصر تمتلك قيادة تعليمية تحمل حلمًا كبيرًا وتخوض معركة حقيقية من أجل مستقبل الأجيال، لكنها تحتاج إلى فريق عمل يشاركها الحلم بذات الروح ويؤمن بأن التعليم رسالة عظيمة تتجاوز حدود الوظيفة إلى مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن أي مسؤولية أخرى.