قرار جديد يهمك.. كارت واحد يجمع التأمين الصحي ودعم التموين وتكافل وكرامة في بطاقة موحدة | تعرف على آليات التطبيق

تشهد مصر حالياً ثورة رقمية في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، حيث أطلقت الكارت الموحد للخدمات الحكومية بهدف دمج العديد من التسهيلات الحيوية في بطاقة واحدة. وقد أثبتت التجربة الأولية في محافظة بورسعيد نجاحاً كبيراً، مما يمهد الطريق لتعميم هذه المبادرة التي تهدف لتسهيل حياة ملايين المصريين وضمان وصول الدعم لمستحقيه بكفاءة وأمان.

الكارت الموحد: دمج الخدمات الحكومية في بطاقة واحدة

يهدف مشروع الكارت الموحد للخدمات الحكومية، الذي كشف عنه الدكتور محمد شتا، مساعد وزير التموين والتجارة الداخلية للخدمات الرقمية، إلى توحيد باقة واسعة من الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين. يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع لتسهيل حصول المواطنين على الدعم الحكومي والخدمات الأساسية بشكل آمن وسلس، بعيدًا عن تعقيدات تعدد البطاقات والإجراءات الروتينية. يمثل الكارت الموحد خطوة هامة نحو التحول الرقمي الشامل، ويسهم في تعزيز الكفاءة والشفافية في منظومة الخدمات الحكومية المصرية.

خدمات شاملة يقدمها الكارت الموحد للمواطنين

يوفر الكارت الموحد للمواطنين إمكانية الاستفادة من مجموعة متنوعة من الخدمات الحكومية الأساسية في بطاقة واحدة. وقد صُمم الكارت ليصبح بوابة شاملة للعديد من أشكال الدعم والرعاية التي تقدمها الدولة. من أبرز الخدمات التي يغطيها الكارت الموحد:

• التأمين الصحي الشامل: يتيح للمواطنين الاستفادة من كافة خدمات المنظومة الصحية الجديدة بيسر.
• صرف الدعم التمويني: يشمل السلع التموينية الأساسية والخبز المدعم، مما يضمن وصول الدعم الغذائي لمستحقيه بسهولة.
• برامج الدعم النقدي: مثل برنامج “تكافل وكرامة” وغيره من أشكال الدعم الاجتماعي التي تستهدف الأسر الأكثر احتياجاً.
• خدمات حكومية إضافية: يمكن إضافة أي خدمات أخرى مستقبلاً بحسب رؤية الدولة واحتياجات المواطنين، مما يجعل الكارت منصة مرنة للتطوير.

بورسعيد: نقطة انطلاق مشروع الكارت الموحد

لم يكن اختيار محافظة بورسعيد لتكون نقطة الانطلاق لتطبيق المرحلة الأولى من الكارت الموحد محض صدفة. فبحسب الدكتور محمد شتا، يعود هذا الاختيار لعدة أسباب استراتيجية تجعلها بيئة مثالية لتجربة وتقييم المبادرة. كانت بورسعيد من أوائل المحافظات التي شهدت تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بنجاح، مما وفر بنية تحتية رقمية وتوعوية جاهزة لاستقبال هذا المشروع الجديد. كما أن تعداد سكانها يعتبر أقل نسبياً مقارنة بالمحافظات الكبرى الأخرى، وهو ما يسهل عملية المتابعة والتقييم الدقيق لتجربة الكارت قبل تعميمه على نطاق أوسع في باقي المحافظات.

أمان رقمي يعزز الثقة: الكارت الموحد والتحول الرقمي

يولي مشروع الكارت الموحد اهتماماً بالغاً لضمان أعلى درجات الأمان للمعلومات والتعاملات الرقمية، وذلك لتعزيز ثقة المواطنين في المنظومة الجديدة. أكد الدكتور شتا أن الكارت تم تصميمه بالكامل وفقاً لأحدث معايير الأمن السيبراني العالمية، ما يضمن حماية بيانات المواطنين بشكل فعال ويحول دون أي محاولات للاختراق أو الاحتيال. يهدف هذا التشفير والأمان العاليين إلى التأكد من أن المواطن الحقيقي فقط هو من يحصل على الخدمة المستحقة، وبالتالي يساهم في الحد من التخوفات المرتبطة بالتعاملات الرقمية ويشجع على استخدامها على نطاق أوسع.

تحديث البيانات: خطوة أساسية لاستمرارية الخدمات

شدد الدكتور شتا على الأهمية البالغة لتحديث بيانات المواطنين بشكل دوري لضمان استمرارية تقديم الخدمات بدقة وانتظام عبر الكارت الموحد. وأوضح أن استمارة تحديث البيانات التي أطلقت مؤخراً خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزيري التموين والاتصالات، تعد جزءاً لا يتجزأ من مشروع الكارت الموحد. يضمن تحديث بيانات المواطنين وصول الدعم والخدمات إلى الفئات المستحقة دون أي تأخير أو أخطاء، كما يساعد في تحسين جودة قاعدة البيانات الحكومية الشاملة، مما يعزز فعالية وكفاءة منظومة الخدمات الرقمية بالكامل.

نجاح التجربة الأولية للكارت الموحد في بورسعيد

أكد الدكتور محمد شتا أن التجربة الأولية للكارت الموحد في محافظة بورسعيد قد بدأت فعلياً في شهر مايو الماضي وحققت نتائج مبشرة. شملت هذه المرحلة 42 ألف أسرة، أي ما يقرب من 140 ألف مستفيد في المحافظة. وقد تمكن المواطنون من صرف كافة استحقاقاتهم التموينية بسهولة ويسر، سواء كانت سلعاً تموينية أو خبزاً مدعماً، أو حتى استبدال نقاط الخبز، وذلك دون مواجهة أي مشكلات تذكر. يعكس هذا النجاح قدرة المنظومة الجديدة على تلبية احتياجات المواطنين بكفاءة وفعالية، ويدعم التوجه نحو تعميم هذه التجربة الرائدة على مستوى الجمهورية.