تطور جديد في ملف رسوم الصلب.. أحمد عز يكشف لـ«فاينانشيال تايمز» لماذا وصف رسوم أوروبا بـ”غير العادلة” | كيف تضر الملتزمين؟

رجل الأعمال المصري أحمد عز، رئيس مجلس إدارة حديد عز، يناشد الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في خططه لفرض رسوم جمركية شاملة على واردات الصلب، مؤكدًا أن هذه الإجراءات غير عادلة وتضر بالموردين الملتزمين. وحذر عز في رسالة نشرتها صحيفة فايننشيال تايمز، من أن هذه الرسوم تهدد سلاسل التوريد الأوروبية وترفع التكاليف على المصنعين، مقوضة الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومصر.

مطالبة بإعادة تقييم الرسوم الجمركية على واردات الصلب

أكد أحمد عز أن شركة حديد عز تدرك التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الصلب الأوروبية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة وظروف النمو العالمي وفائض الطاقة الإنتاجية. ومع ذلك، يرى عز أن تبسيط المشكلة وإرجاع كل الصعوبات إلى “الواردات الرخيصة” فقط هو أمر غير منصف، ويخاطر بمعاقبة منتجين مسؤولين وملتزمين بمعايير الجودة والبيئة بشكل غير عادل.

التزام حديد عز بالمعايير الأوروبية والاستدامة البيئية

على مدار أكثر من عقدين، كانت شركة حديد عز موردًا موثوقًا به للعديد من القطاعات الحيوية في أوروبا، بما في ذلك صناعة السيارات. وتتميز منتجات حديد عز بأنها تُصنع بالكامل باستخدام تكنولوجيا أوروبية متطورة، وتُسلّم بدقة عند الطلب دون الحاجة للتخزين المسبق. كما أنها تتوافق بشكل كامل مع المعايير الفنية والبيئية الصارمة للاتحاد الأوروبي، وتحمل الشركة شهادتي ISO 14001 وISO 50001، وقد استثمرت بكثافة في تطوير تقنيات الصلب الأخضر التي تدعم مباشرة أهداف الاتحاد الأوروبي في مجال إزالة الكربون وتقليل الانبعاثات.

أرقام واردات الصلب الأوروبي وتحديات الصناعة

كشف رجل الأعمال أحمد عز أن الاتحاد الأوروبي استورد كميات كبيرة من الصلب في عام 2024، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تعكس تحولات طبيعية في تدفقات التجارة العالمية وليست مؤشرًا على “إغراق” من قِبل منتجين مثل حديد عز.

مخاطر الإجراءات الحمائية على الشراكة الأوروبية المصرية

شدد عز على أن التعريفات الجمركية الشاملة، التي من المقرر اعتمادها في السابع من أكتوبر المقبل، لا تميز بين الموردين العادلين والذين قد يمارسون الإغراق. وأوضح أن هذه الإجراءات تهدد بتعطيل سلاسل التوريد المعقدة، وترفع تكاليف الإنتاج على المصنعين الأوروبيين، إضافة إلى تقويض الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد والقوية بين الاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر العربية، والتي تمثل بعدًا اقتصاديًا وسياسيًا هامًا.

دعوة للتعاون بديلاً عن الحمائية الاقتصادية

حث أحمد عز صانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي على تبني حلول قائمة على الأدلة والتحليلات الموضوعية، لحماية الصناعة الأوروبية دون المساس بالعلاقات مع الشركاء الموثوق بهم. واختتم رسالته بالتأكيد على أن الحمائية الاقتصادية لن تحل التحديات التي تواجه أوروبا؛ بل إن التعاون والشراكة الفعالة هما السبيل الوحيد للتغلب على هذه التحديات وتحقيق النمو المستدام. يأتي ذلك في ظل مطالبة مصنعي الصلب داخل الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على الواردات الرخيصة لتجنب الانهيار المحتمل.