كشف هام للآباء.. لماذا أصبح التحضير النفسي للأبناء ضرورة حتمية في هذا العصر؟
يؤكد خبراء علم النفس أن التحضير النفسي للأطفال قبل العودة إلى مقاعد الدراسة خطوة حاسمة لتسهيل انتقالهم من أجواء العطلة المريحة إلى روتين الانضباط والتعلم. وشددت الأخصائية النفسانية فاطمة الزهراء غزالي، من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان، على أن هذه التهيئة تقلل بشكل كبير من قلق الانفصال والتوتر والمخاوف، وتساعد الصغار على التكيف السريع، خاصة أولئك الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة.
لماذا يُعد التحضير النفسي للأبناء ضروريًا للدخول المدرسي؟
التحضير النفسي قبل بدء العام الدراسي الجديد ليس مجرد خيار، بل ضرورة. فهو يساهم في بناء جسر آمن يعبر من خلاله الطفل من عالم اللعب والاسترخاء إلى عالم المسؤولية والتعلم. عندما يكون الطفل مستعدًا نفسيًا، تقل لديه مشاعر القلق المرتبطة بالانفصال عن الأهل أو مواجهة بيئة جديدة وأشخاص غرباء. هذا الاستعداد يجعله أكثر قابلية للتكيف مع النظام المدرسي الجديد، ويقلل من مقاومته، مما ينعكس إيجابًا على أدائه الأكاديمي وسلوكه الاجتماعي.
خطوات عملية لتهيئة الأطفال نفسيًا للعودة إلى المدرسة
لضمان انتقال سلس ومريح لأبنائك، تقترح الأخصائية مجموعة من الخطوات الأساسية التي يمكن للآباء اتباعها:
- التهيئة التدريجية لروتين اليوم: قبل أسبوعين من الدخول المدرسي، ابدأ بتعديل مواعيد نوم واستيقاظ الطفل تدريجيًا ل تتوافق مع الجدول المدرسي. أدخل أنشطة تشبه الروتين المدرسي في يومه، مثل تخصيص وقت للقراءة، ووقت للعب، ووقت للراحة المنظمة.
- الحوار الإيجابي والاستماع للمخاوف: تحدث مع طفلك عن المدرسة بإيجابية وحماس. شاركه قصصًا ممتعة عن أيامك الدراسية أو عن أصدقائه الذين سيلتقي بهم. الأهم من ذلك، استمع جيدًا لمخاوفه وقلقه، سواء كان ذلك حول الابتعاد عن المنزل أو التعامل مع الغرباء. طمئنه وعبر عن تفهمك لمشاعره، وأكد له أنك ستكون بجانبه.
- الاستعانة بالقصص والأنشطة التفاعلية: استخدم كتب الأطفال المصورة التي تتناول موضوع اليوم الدراسي الأول. هذه القصص تساعد الطفل على تخيل ما سيحدث وتجعل التجربة أقل غموضًا. أشرك طفلك في عملية التحضير المادي، مثل اصطحابه لاقتناء اللوازم المدرسية. دعه يختار محفظته وأدواته، فهذا يعزز حماسه ويشعره بالملكية والاستعداد.
- زيارة المدرسة والتعود على المكان: إذا أمكن، مروا أمام المدرسة قبل بدء العام الدراسي. مشاهدة المبنى من الخارج أو حتى المشي بجانبه يقلل من رهبة المكان ويجعله مألوفًا أكثر للطفل.
- الاهتمام بالتغذية الصحية والانتظام: احرص على تقديم غذاء صحي ومتوازن لطفلك، والتزم بأوقات الوجبات. التغذية السليمة تلعب دورًا محوريًا في تعزيز تركيز الطفل وطاقته، مما يؤثر إيجابًا على قدرته على التعلم والتكيف في البيئة المدرسية.
الرعاية الشاملة: مفتاح النجاح الدراسي والنفسي
تؤكد المختصة النفسية أن إحاطة الأبناء بالاهتمام والمتابعة والرعاية النفسية والصحية المتكاملة، يشكل أساسًا راسخًا يرسم معالم الطريق الصحيح لنجاحهم ليس فقط في دراستهم، بل في بناء شخصياتهم وثقتهم بأنفسهم لمواجهة تحديات الحياة. العناية المستمرة من الأهل هي الوقود الذي يدفع الأطفال نحو التميز والتكيف السليم مع كافة المتغيرات.