ظهور نادر.. كشف أثري مفاجئ في جنوب سيناء لورشة صهر نحاس ومجمع إداري متكامل

كشفت بعثة أثرية مصرية عن ورشة ضخمة لصهر النحاس ومجموعة من المباني الإدارية ونقاط المراقبة بوادي النصب جنوب سيناء. تُعد هذه الاكتشافات الجديدة إضافة هامة لفهم الدور الريادي لمصر القديمة في إدارة واستغلال ثرواتها المعدنية، وتؤكد على أهمية سيناء الاستراتيجية عبر العصور.

أهمية سيناء ودورها التعديني القديم

أكد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، أن هذا الكشف يعكس الأهمية الاستراتيجية لسيناء في العصور المصرية القديمة، بصفتها مصدرًا رئيسيًا للنحاس والفيروز. ويشدد الوزير على عمق التواجد المصري في المنطقة، ويؤكد استمرار الوزارة في دعم البعثات الأثرية لما تمثله من إضافة علمية وحضارية. ترتبط هذه الإنجازات بمفاهيم التنمية المستدامة المعاصرة، مما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية في مناطق لا تزال تزخر بالأسرار.

اقرأ أيضًا: هبوط مفاجئ.. سعر الريال السعودي يتراجع في 5 بنوك اليوم

تاريخ صناعة النحاس في وادي النصب

أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن نتائج الحفائر تظهر شواهد معمارية وصناعية تؤكد استمرار النشاط التعديني المصري في وادي النصب. امتد هذا النشاط منذ عصر الدولة القديمة وحتى العصور المتأخرة، وشهد ازدهارًا ملحوظًا خلال عصر الدولة الحديثة. يضيف ذلك بعدًا جديدًا لفهم تاريخ النشاط الصناعي والمعدني في مصر القديمة. أكد الدكتور خالد أن العثور على ورش صهر النحاس والسبائك النحاسية المتعددة الأحجام والأشكال من رؤوس المنافيخ، يعد دليلاً واضحًا على وجود نظام صناعي متطور لصناعة وصب النحاس قبل نقله إلى وادي النيل للاستخدامات الحرفية والعسكرية والإدارية.

مكتشفات البعثة الأثرية في جنوب سيناء

تضمنت المكتشفات التي أعلن عنها محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية واليونانية والرومانية، وكذلك الدكتور هشام حسين رئيس البعثة، عناصر هامة تلقي الضوء على طبيعة العمل في الموقع:

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. شعبة الذهب في مصر تكشف تحديثًا مفاجئًا لعيار 21 وتوضح تأثيره على أسعار جميع الأعيرة

  • مبنيان مستطيلان من الحجر الرملي، أحدهما عند المدخل الغربي لوادي النصب، والآخر شرق نقطة التقاء وادي النصب بوادي صور. استُخدما في البداية كنقاط مراقبة ثم تحولا إلى ورش لصهر النحاس خلال الدولة الحديثة.
  • عدة أفران لصهر النحاس وكتل من خبث النحاس وسبائك، إحداها تتجاوز كيلوجرامًا واحدًا، ورؤوس منافيخ طينية بأحجام متنوعة داخل المبنيين.
  • مبنى ثالث يقع أعلى الحافة الجنوبية لوادي صور، يُرجح أنه كان نقطة تحكم ومراقبة لبعثات التعدين المصرية، وقد يعود تاريخه إلى ما قبل عصر الدولة الحديثة.
  • جزء من ورشة مركزية ضخمة تضم أنواعًا متعددة من أفران صهر النحاس، وأدوات لتجهيز الخام، وبوتقات فخارية، وأمفورات وأوانٍ مصرية.
  • كميات كبيرة من الفحم المُجهز من الأشجار المحلية وكتل طين نقي مخصصة لصناعة رؤوس المنافيخ.

جهود الكشف عن أسرار التعدين المصري القديم

تواصل البعثة الأثرية المصرية أعمالها الدؤوبة في موقع وادي النصب، بهدف الكشف عن المزيد من التفاصيل التي توثق الدور الاستراتيجي لسيناء عبر العصور المصرية القديمة. تهدف هذه الجهود إلى تسليط الضوء على أهمية المنطقة كأحد أبرز المراكز التعدينية في تاريخ مصر، مما يعزز فهمنا للحضارة المصرية القديمة وتطورها الصناعي.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. سعر الجنيه الاسترليني اليوم يخالف التوقعات | مفاجأة في قيمته بداية التعاملات