ارتفاع غير مسبوق.. أسعار الذهب العالمية والمحلية بعد قفزة تاريخية | تطورات مفاجئة في الأسواق

سجلت أسعار الذهب العالمية والمحلية مستويات تاريخية غير مسبوقة، متجاوزة كل التوقعات وسط ترقب الأسواق لقرار وشيك بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل. يأتي هذا الارتفاع القياسي ليكمل الذهب مسيرة صعودية قوية للأسبوع الرابع على التوالي، مدفوعًا بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية.

الذهب يسجل أرقامًا قياسية: تفاصيل الأسعار اليوم

شهدت أسواق الذهب المحلية اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأعيرة المختلفة، متأثرة بالصعود العالمي الذي دفع المعدن الأصفر لتسجيل قفزات تاريخية. فيما يلي تفاصيل أسعار الذهب في السوق المحلي بالجنيه المصري.

وعلى الصعيد العالمي، سجل سعر أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.6% خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 3674 دولارًا للأونصة. وكان الذهب قد افتتح تداولات الأسبوع عند 3591 دولارًا للأونصة، ليغلق الجلسة الأسبوعية عند 3643 دولارًا للأونصة، وذلك وفقًا للتحليلات الفنية لجلود بيليون. وقد ارتفع سعر الذهب لأربعة أسابيع متتالية، مسجلاً ارتفاعًا يقترب من 40% منذ بداية العام الجاري، مما يعكس قوة الطلب المتزايد على المعدن الأصفر.

توقعات خفض الفائدة الأمريكية تدعم صعود الذهب

يستمد الذهب قوته الحالية من التوقعات المتزايدة بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، والمقرر في السابع عشر من سبتمبر. يستفيد الذهب بشكل كبير من هذه الخطوة، حيث يقلل خفض الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يقدم عائدًا للمستثمرين. فعندما تنخفض أسعار الفائدة، يتراجع العائد على السندات الحكومية وينخفض الطلب على الدولار، مما يجعل الذهب ملاذًا استثماريًا أكثر جاذبية.

تباطؤ الاقتصاد الأمريكي يفتح الباب أمام التيسير النقدي

تظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة مؤشرات على تباطؤ الزخم الاقتصادي، مما يزيد من الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. فقد سجلت طلبات إعانة البطالة الأمريكية ارتفاعًا، كما أظهرت مراجعة بيانات الوظائف غير الزراعية ضعفًا كبيرًا، مع خفض 911 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي. في المقابل، سجلت بيانات أسعار المستهلك، وهي مؤشر رئيسي للتضخم، أكبر ارتفاع شهري لها في سبعة أشهر خلال شهر أغسطس، وذلك على الرغم من تراجع أسعار المنتجين. ومع ذلك، قرر المستثمرون التركيز على ضعف سوق العمل، معتبرين أن تأثيره على قرار أسعار الفائدة الأمريكية سيكون أكبر من تأثير بيانات التضخم المتذبذبة. إن ضعف التوظيف وتذبذب التضخم يدفعان أسعار الذهب إلى الارتفاع في ظل خطر التضخم على المدى الطويل، وإجبار الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ إجراءات تيسيرية. وتشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال كبير لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، مع تراجع الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

التوترات الجيوسياسية وتدفقات الاستثمار تعزز جاذبية الذهب

إضافة إلى العوامل الاقتصادية، تساهم التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين. هذه الظروف تدفع نحو زيادة الطلب على المعدن الأصفر، خاصة مع الضغوط السياسية التي يتعرض لها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. على سبيل المثال، يدفع الرئيس السابق دونالد ترامب باتجاه خفض أسعار الفائدة، ويسعى بحسب التقارير إلى التأثير على قرارات البنك، بما في ذلك محاولة إقالة عضوة البنك ليزا كوك.
في سياق متصل، أعلن مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب (ETFs) شهدت تدفقات قوية للشهر الثالث على التوالي في أغسطس، بقيادة الصناديق الغربية. اجتذبت هذه الصناديق 5.51 مليار دولار أمريكي في أغسطس، لترتفع أصولها المدارة إلى ذروة جديدة بنهاية الشهر. وظلت أحجام تداول سوق الذهب مستقرة بشكل عام بمتوسط 290 مليار دولار أمريكي يوميًا، مما يؤكد اهتمام المستثمرين المتزايد بالذهب.

توقعات باستمرار صعود أسعار الذهب عالميًا

في ضوء هذه العوامل المواتية، من تزايد الطلب على الذهب والتدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، يتوقع خبراء السوق استمرار ارتفاع أسعار الذهب. وتشير التوقعات إلى إمكانية وصول سعر الأونصة إلى 3900 دولار بحلول منتصف العام المقبل، مما يؤكد النظرة الإيجابية للمعدن الأصفر في الفترة القادمة.