كلمات من ذهب في اليوم الوطني.. الفنان أحمد السليماني يصف جمال الخط العربي الذي “يخطف الألباب”

في ظل اهتمام المملكة العربية السعودية المتزايد بفن الخط العربي، يبرز المهندس أحمد السليماني كأحد أبرز المواهب الشابة التي تجمع بين فن العمارة والإبداع البصري. اشتهر السليماني بدمجه الجريء للخط العربي الأصيل مع فن الشارع الحديث، المعروف بالكاليغرافيتي، مقدماً أعمالاً فنية آسرة تزيّن الجداريات والأماكن العامة، وتعكس هوية سعودية معاصرة تتجذر في التراث الإسلامي العريق.

أحمد السليماني: رحلة مهندس وشغف خطّاط

يتميز أحمد السليماني بمسيرة فنية فريدة بدأت مبكراً، حيث لفت انتباه معلميه في المدرسة لخطه الجميل رغم استخدامه يده اليسرى، مما زرع فيه شعوراً بالاختلاف والقدرة على ابتكار نهجه الخاص. هذه النظرة المتميزة رافقته خلال دراسته للهندسة المعمارية، حيث دمج تأثير الخط العربي بشكل واضح في تصاميمه الجامعية. وقد أسهم هذا الدمج المبتكر في فوز أعماله بالعديد من المسابقات والمناقشات الأكاديمية، مما رسخ لديه قناعة بأهمية التناغم بين التصميم المعماري والفن الأصيل.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. إيداع دفعة أغسطس من حساب المواطن في حسابات المستفيدين

“ألف سين”: علامة فنية سعودية والكاليغرافيتي المعاصر

أسس المهندس أحمد السليماني علامته الفنية المميزة “ألف سين”، التي تعنى بتقديم فن الخط العربي بأسلوب عصري ومبتكر. تتجلى إبداعاته بشكل خاص في فن الكاليغرافيتي، وهو دمج بين فن الخط العربي التقليدي وفن الجرافيتي الحديث (فن الشارع)، حيث يحوّل الحروف والكلمات إلى تراكيب بصرية جمالية على جدران المباني ومختلف الأسطح. يستخدم السليماني هذا الفن للتعبير عن رسائل أوسع أو لمجرد خلق عمل فني فريد، متجاوزاً المعنى الحرفي للكلمات. على الرغم من شغفه الفني، يظل السليماني مهندساً معمارياً يعمل في مجال تخصصه، مكرساً وقته خارج العمل لعائلته وللخط العربي الذي يعتبره ملاذاً ومصدراً للتعبير عن ذاته.

دعم وزارة الثقافة السعودية يثري ساحة الخط العربي

تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بفن الخط العربي، باعتباره ركناً أساسياً من الثقافة الإسلامية والهوية الوطنية. وقد تجلى هذا الاهتمام من خلال مبادرات وزارة الثقافة، التي ساهمت في إحياء هذا الفن ودعم فنانيه. من أبرز هذه المبادرات:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تقدير دولي لدور المملكة في تعزيز القيم الدينية بجيبوتي

  • إعلان عام الخط العربي (2020-2021)، والذي شهد فعاليات وأنشطة مكثفة احتفاءً بهذا الرمز الثقافي.
  • إطلاق خطين رقميين جديدين هما “الأول” و”السعودي”، مستوحيين من النقوش القديمة والمصاحف من القرن الأول الهجري، والمخصصين للاستخدام في المناسبات الرسمية والأعمال الفنية بحلول عام 2025.

يرى السليماني أن هذه الجهود أسهمت في إبراز مواهب سعودية شابة كانت مدفونة، وأدت إلى تطوير ملحوظ في مستويات الخطاطين، ما خلق ساحة فنية غنية بالتنافس الإيجابي وتنوع الأساليب والأفكار الفنية.

الخط العربي: لمسة أصالة في ديكور المنازل ومستقبل واعد

شهد الخط العربي إقبالاً متزايداً في تزيين المنازل، خاصة لدى الشباب، لما يضفيه من جمال فريد يعبر عن تاريخ عريق من الأصالة. ويؤكد السليماني أن جهود المملكة في دعم هذا الفن أسهمت في وصوله إلى كل متذوق، ودفعت الخطاطين لتجسيد تاريخه العريق والتفكير في مستقبله. لم تقتصر أعمال السليماني على اللوحات التقليدية، بل توسعت لتشمل الكتابة على وسائط متعددة. فبعد بداياته على اليد ثم الورق، انتقل إلى استكشاف مواد وأسطح مختلفة مثل الفساتين والعباءات والجداريات والفازات، بهدف إضافة لمسة الخط العربي وجماله على كل ما يقع عليه بصره.

اقرأ أيضًا: فرصة ذهبية أخيرة.. التعليم تمنح الطلاب مهلة غير متوقعة قبل امتحانات الدور الثاني

رسالة اليوم الوطني: “عزنا بطبعنا” ومشاركات عالمية

بمناسبة اليوم الوطني السعودي، يشارك أحمد السليماني كلمته التي تعبر عن الاعتزاز والفخر. يصف هذا اليوم بأنه لحظة لاستحضار معاني الوحدة والنهضة، مشبهاً الخط العربي الذي يترك بصمته الخالدة في مسيرة الحضارة بجمال حرفه وانسيابه، باليوم الوطني الذي يترك بصمته في قلوبنا لنستشعر عظمة الانتماء. يختتم رسالته بمقولة “عزنا بطبعنا”، مؤكداً أن الوطن لوحة متجددة يرسمها أبناؤه وبناته بروح الولاء والإبداع. وفي سياق احتفالاته، يشارك السليماني في عمل خاص مع وزارة الثقافة ومركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي في ألبانيا، بهدف إبراز جمال الخط العربي خارج الحدود السعودية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. أسماء المشمولين في العراق 2025 (الوجبة الأخيرة) وشروط القبول