صراحة غير متوقعة من شريف إكرامي: يكشف من يدير المشهد الكروي بـ “الانفعالات والمصالح الخفية”
أكد حارس المرمى السابق شريف إكرامي أن المشهد الرياضي المصري يعاني من أزمة عميقة تتمثل في رفض النقد واعتباره خيانة، ومعاملة الاختلاف في الرأي كتهديد مباشر. وأشار إكرامي إلى أن هناك تطرفًا في تصنيف الأشخاص بين “الأبيض والأسود”، مما يفقد الموضوعية في تقييم المواقف الرياضية. كما أوضح أن العواطف والمصالح الخفية هي من تحرك الساحة، محولة الجمهور من شريك إلى مجرد أداة تُوظف حسب الأهواء.
شريف إكرامي: النقد الرياضي المصري يُعامل كـ “خيانة”
يرى شريف إكرامي أن الأزمة الجوهرية في الأجواء الرياضية المصرية تكمن في طريقة التعامل مع النقد البناء. فبدلاً من استقباله بصدر رحب أو مناقشته، يتم التعامل معه وكأنه فعل خيانة للمنظومة أو للنادي، بينما يُنظر إلى أي اختلاف في وجهات النظر كتهديد يستوجب الرد العنيف. هذا التوجه يخلق بيئة لا تشجع على الحوار أو التطوير، بل تكرس للخوف من التعبير عن الرأي الصريح.
أزمة التصنيف المتطرف في الأوساط الرياضية
وانتقد إكرامي ما وصفه بالتطرف في تصنيف الأشخاص داخل الوسط الرياضي. فلا مجال للون الرمادي أو للحيادية، فالجميع يُصنف إما “ملاكًا” أو “شياطين”، و”أبيض” أو “أسود”. هذا التصنيف الثنائي المتشدد يؤدي إلى فقدان القدرة على التقييم العادل والموضوعي للمواقف والأشخاص. وأوضح إكرامي عبر حسابه على منصة “إكس” كيف يمكن للشخص الواحد أن يكون “مستقبل النادي” صباحًا ثم يتحول إلى “خائن” في المساء لمجرد تعبيره عن رأي صادق، حتى لو كان التوقيت أو التقدير لهذا الرأي غير موفق.
هيمنة الانفعالات والمصالح الخفية على المشهد الكروي
شدد حارس الأهلي ومنتخب مصر السابق على أن العقل والمنطق نادرًا ما يكونان المحرك الأساسي للمشهد الرياضي في مصر. فغالبًا ما تتغلب الانفعالات اللحظية والمزاج المتقلب على أي تحليل عقلاني. هذه البيئة العاطفية المتقلبة، بحسب إكرامي، لا تقتصر على الانتماءات الجماهيرية الظاهرة فقط، بل تمتد لتشمل مصالح وصراعات خفية تحدد من يصعد إلى قمة المجد كبطل اليوم ومن يهبط ليصبح متهم الغد.
استغلال الجمهور: من شريك واعٍ إلى مجرد أداة
واختتم إكرامي تصريحاته مؤكدًا أن هذا المشهد المعقد يؤدي في النهاية إلى استغلال الجمهور الرياضي. فبدلاً من أن يكون الجمهور شريكًا واعيًا يمتلك حق التعبير والمحاسبة، يتم تحويله إلى مجرد أداة تُوظف لتحقيق مصالح معينة. هذا الاستغلال يفقده دوره الحقيقي في دعم الرياضة وتطويرها، ويجعله عرضة للتلاعب بالعواطف والانفعالات لصالح أطراف بعينها.