اختلالات الدخول المدرسي 2025-2026.. مطالب برلمانية عاجلة بمساءلة وزير التربية

طالب فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بعقد اجتماع عاجل للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. يهدف الاجتماع إلى مناقشة ما وصفه الفريق بـ”اختلالات عميقة” تطبع الدخول المدرسي 2025-2026، والتي تشمل الاكتظاظ، نقص الموارد البشرية، غلاء المستلزمات، ومشاكل التعليم الخصوصي والنقل المدرسي، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً قبل انتهاء الولاية الحكومية الحالية.

فريق التقدم والاشتراكية يدق ناقوس خطر الدخول المدرسي

سجل فريق التقدم والاشتراكية أن الموسم الدراسي الجديد انطلق وسط استمرار تحديات كبيرة تعيق سير العملية التعليمية بشكل فعال. وقد شدد الفريق على ضرورة استجابة الوزارة لهذه الإشكالات، خاصة وأن الحكومة الحالية تعيش سنتها الأخيرة في الولاية التشريعية، مما يتطلب معالجة سريعة وشفافة للقضايا المطروحة لضمان مستقبل تعليمي أفضل للأجيال القادمة.

تحديات الاكتظاظ ونقص الموارد البشرية في المدارس

أوضح الفريق البرلماني أن عدداً كبيراً من المؤسسات التعليمية ما زال يعاني من ظاهرة الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم وتركيز الطلاب. يترافق هذا مع غياب عدد كافٍ من الموارد البشرية، سواء من المعلمين أو الإداريين، وهو ما يشكل ضغطاً إضافياً على المنظومة التعليمية ويحد من قدرتها على تلبية الاحتياجات التربوية المتزايدة.

ارتفاع أسعار المستلزمات وممارسات التعليم الخاص

انتقد فريق التقدم والاشتراكية الارتفاع المتزايد في أسعار مستلزمات الدراسة، مما يلقي بعبء مالي إضافي على الأسر المغربية. كما لفت الانتباه إلى ممارسات بعض مؤسسات التعليم الخصوصي التي تفرض واجبات غير مشروعة تحت مسميات التسجيل والتأمين. وأشار الفريق إلى أن تحديد أسعار التمدرس في القطاع الخاص يتم غالباً بمنطق العرض والطلب، بدلاً من الاعتماد على معايير واضحة للجودة والتصنيف التربوي، مما يخلق تفاوتات كبيرة ويعكس “تبضيعاً” لخدمة عمومية أساسية. كما تناول الفريق الاختلالات الناتجة عن الطابع الانتقائي لتجربة “مدارس الريادة” التي تزيد من هذه التفاوتات.

أزمة الكتاب المدرسي وتوقف النقل المدرسي

ما تزال مشاكل الكتاب المدرسي قائمة، وفقاً للفريق البرلماني، سواء من حيث الجودة أو المضمون التعليمي أو حتى وفرة النسخ في المكتبات، وذلك في ظل عدم تنفيذ الإصلاحات الموعودة للبرامج والمقررات الدراسية. إضافة إلى ذلك، يستمر تعثر النقل المدرسي والمدارس الجماعاتية، لاسيما في المناطق القروية والجبلية الفقيرة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مقلق في نسب الهدر المدرسي التي تستنزف طاقات الأجيال الحالية وتحرمهم من حقهم في التعليم.

اضطرابات تدبير الموارد البشرية التعليمية

يشهد تدبير الموارد البشرية التعليمية ارتباكات مستمرة، حسب الفريق، تشمل عدة جوانب حيوية. هذه الاضطرابات تؤثر على:
* إسناد المهام والمسؤوليات بشكل عادل وفعال.
* الأوضاع الاجتماعية والمهنية للموظفين والأطر التعليمية.
* ملف الترقي والحركة الانتقالية الذي يشهد تأخيراً وعدم وضوح في الإجراءات.

دعوة ملحة لمساءلة وزير التربية الوطنية

في ختام مطالبه، شدد فريق التقدم والاشتراكية على أن مثول وزير التربية الوطنية أمام اللجنة البرلمانية أصبح ضرورة ملحة. يأتي هذا في إطار الدور الرقابي للمؤسسة التشريعية، بهدف الحصول على معطيات دقيقة حول الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه الإشكالات التعليمية العميقة. وتهدف هذه المساءلة إلى ضمان الشفافية والمسؤولية في تدبير قطاع حيوي كقطاع التعليم، خاصة مع اقتراب نهاية الولاية الحكومية الحالية.