لأول مرة.. أسرار أقدم مسجد بناه الظاهر بيبرس بقليوب | حقائق لم تروَ من قبل

يقف مسجد الظاهر بيبرس في قليوب بمحافظة القليوبية كأقدم مساجد المنطقة، شاهداً على حقبة تاريخية مهمة. أسسه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عندما كان والياً عليها. يمزج المسجد بين عراقة التاريخ وجمال العمارة، ويحتضن بين جنباته حكايات شعبية وأساطير تتناقلها الأجيال.

تاريخ عريق: مسجد الظاهر بيبرس بقليوب

يعد مسجد الظاهر بيبرس، رابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها، منارة تاريخية في قلب قليوب. بُني المسجد في الفترة ما بين عامي ٦٧٠ و٦٧٢ هجرياً، وذلك عندما تولى الظاهر بيبرس ولاية قليوب. ورغم قدمه وأصالته، يشير مدير إدارة أوقاف قليوب إلى وجود مساجد أخرى أقدم منه في المنطقة. لقد ترك بيبرس بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي من خلال إنجازاته العسكرية الكبيرة ضد الصليبيين والمغول.

أساطير وحكايات شعبية حول مسجد بيبرس الأثري

تختلط الأساطير الشعبية التي يتناقلها أهالي قليوب على مر السنين بالحقائق التاريخية حول مسجد الظاهر بيبرس. فمن بين تلك الروايات المتداولة، حديث عن سراديب وأنفاق تمتد أسفل المسجد وتصل إلى المقابر القديمة بقليوب، بل ويقال إنها قد تصل إلى قلعة القاهرة التاريخية.

أما مصلى السيدات الملحق بالمسجد، فتنسج حوله حكاية مثيرة لا يُعرف مدى صحتها. يحكي الأجداد أن إحدى بنات ملوك مصر القدماء وقعت في غرام أحد الجنود المماليك، وهو ما كان يتعارض مع رغبة والدها. فقام الأب ببناء غرفة خاصة لابنته ليعزلها ويحبسها فيها، وهذه الغرفة هي التي تحولت لاحقاً إلى مصلى السيدات.

في صحن المسجد، تثير بئر قديمة فضول الزوار، وهي محاطة بسياج حديدي مغطى بالزجاج. يروي عامل المسجد، السيد محمد طيطة، الذي يعمل بالمسجد منذ حوالي ثلاثين عاماً، أن الأجداد كانوا يعتقدون بوجود كنوز مدفونة تحت هذه البئر. لكن الحقيقة التاريخية ووفقاً للكتب، أن هذه البئر كانت تستخدم قديماً لتوفير الماء لوضوء المصلين وقت بناء الظاهر بيبرس للمسجد. وقد ظهرت البئر أثناء أعمال ترميم أرضية المسجد عام ٢٠١٦، حيث تم كشط طبقة من السطح لوضع خرسانة مسلحة، لتكشف عن عين الماء والبئر التي تم الحفاظ عليها وترميمها ووضع حواجز حولها.

روائع فن العمارة المملوكية في مسجد الظاهر بيبرس

يُعد مسجد الظاهر بيبرس تحفة معمارية تعكس أصالة العمارة المملوكية. من الخارج، تتجلى على أبوابه نقوش تاريخية قديمة، ورغم تأثرها بالعوامل الجوية إلا أنها لا تزال تظهر وكأنها حروف هيروغليفية غامضة. أما عمدان المسجد من الداخل، فهي مصنوعة من الجرانيت الخالص، في حين لا يزال سقف المسجد يحتفظ بجماله الأصيل المصنوع من العروق الخشبية الضخمة، والتي تخضع للترميم والتنظيف بشكل دوري للحفاظ على رونقها.

جهود الترميم والحفاظ على أصالة المسجد

لقد خضع مسجد الظاهر بيبرس لعدة ترميمات على مر العصور للحفاظ على هويته التاريخية. كان آخر هذه الترميمات الكبرى في عام ٢٠١٦، والتي استغرقت حوالي خمس سنوات، حيث تم إغلاق المسجد خلال تلك الفترة لإنجاز أعمال الصيانة اللازمة.

يشهد الحاج سيد صيام، ٧٩ عاماً من أهالي قليوب، والذي يصلي في المسجد منذ أن كان عمره خمس سنوات، على هذه الترميمات المتواصلة. ويؤكد أنه يرى المسجد كما هو منذ طفولته، مع بعض التعديلات التي تهدف إلى الحفاظ على بنيته الأصلية. هذه الجهود المستمرة تضمن بقاء المسجد شاهداً على التاريخ ومقصداً للمصلين والزوار على حد سواء.

أبرز مساحات مسجد الظاهر بيبرس في قليوب

يتميز مسجد الظاهر بيبرس بتصميم واسع يضم عدة مساحات مخصصة لخدمة المصلين والزوار:

إنجازات الظاهر بيبرس العسكرية

اشتهر السلطان الظاهر بيبرس، باني المسجد، بمهاراته العسكرية الفذة التي مكنته من تحقيق العديد من الانتصارات المفصلية ضد الصليبيين والمغول، ومن أبرز هذه الإنجازات:

• معركة المنصورة سنة ١٢٥٠م.
• معركة عين جالوت سنة ١٢٦٠م.
• معركة الأبلستين ضد المغول سنة ١٢٧٧م.
• فتح إمارة أنطاكية.