أرقام مقلقة تكشف المستور.. الدوري الإيطالي يواجه تهديدًا لجاذبيته ويقبع في ترتيب متأخر بأوروبا.
تتصاعد المخاوف داخل الأوساط الكروية الإيطالية بسبب الانخفاض الكبير في وقت اللعب الفعلي بمباريات الدوري المحلي، حيث بات الكالتشيو يتذيل قائمة الدوريات الأوروبية الكبرى بمتوسط يبلغ نحو 52 دقيقة و55 ثانية فقط. هذا التراجع يهدد بشكل مباشر جاذبية البطولة وقدرتها التنافسية على المستويين الرياضي والتسويقي عالميًا.
الدوري الإيطالي يواجه أزمة: دقائق اللعب الفعلية هي الأدنى أوروبيًا
يشكل انخفاض زمن اللعب الفعلي في مباريات الدوري الإيطالي الممتاز تحديًا حقيقيًا لمستقبل كرة القدم في البلاد. فمع بداية الموسم الجاري، وصل متوسط وقت اللعب الصافي إلى 52 دقيقة و55 ثانية فقط، وهو أقل رقم مسجل بين الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، مما يثير تساؤلات جدية حول جودة المنتج الكروي الإيطالي وقدرته على استقطاب الجماهير والمستثمرين.
مقارنة وقت اللعب الفعلي بين الدوريات الأوروبية الكبرى
تُظهر الأرقام المقارنة مع الدوريات الأوروبية الرائدة حجم المشكلة التي يواجهها الدوري الإيطالي. بينما تتصدر دوريات أخرى القائمة بفارق كبير، يظل الكالتشيو في المؤخرة، وهو ما يعكس ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتحسين مستوى الأداء العام في المباريات.
الدوري | متوسط وقت اللعب الفعلي |
الدوري الفرنسي | 56 دقيقة و54 ثانية |
الدوري الإسباني | 55 دقيقة و58 ثانية |
الدوري الألماني | 55 دقيقة و32 ثانية |
الدوري الإنجليزي الممتاز | 54 دقيقة و21 ثانية |
الدوري الإيطالي (الكالتشيو) | 52 دقيقة و55 ثانية |
أسباب رئيسية وراء بطء إيقاع مباريات الدوري الإيطالي
يعزو الخبراء الرياضيون هذا الانخفاض المقلق في وقت اللعب الفعلي إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها كثرة التوقفات المتعمدة التي تشهدها المباريات. يتجلى ذلك في إهدار الوقت بشكل متكرر من قبل حراس المرمى والمدافعين خلال ركلات المرمى والرميات الجانبية. كما تسهم المبالغة في الإدعاء بالإصابات والاحتجاجات المستمرة على قرارات الحكام في إطالة زمن التوقفات بشكل غير مبرر. هذه الظواهر لا تؤثر فقط على نسق وإيقاع المباريات وجودة الأداء، بل تقلل من القيمة الترفيهية للمنتج الكروي الإيطالي وتحد من قدرته على التسويق عالميًا لجذب جماهير ومشاهدين جدد للكرة الإيطالية.
تداعيات قلة الدقائق على الأندية الإيطالية في المنافسات القارية
لا تقتصر تداعيات مشكلة وقت اللعب المنخفض على الملاعب المحلية فحسب، بل تمتد لتؤثر على أداء الأندية الإيطالية في البطولات الأوروبية الكبرى، مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. فالفرق التي تعتاد على نسق لعب أقل كثافة تجد صعوبة بالغة في مجاراة الإيقاع السريع والمكثف الذي يميز هذه المنافسات القارية القوية. هذا التباين في الأسلوب قد يقلل بشكل كبير من فرص الأندية الإيطالية في تحقيق النجاح والمنافسة بقوة على الألقاب الأوروبية، مما يضعف مكانة الكرة الإيطالية عمومًا على الساحة العالمية.
محاولات إصلاح القوانين لم تنجح في حل مشكلة إهدار الوقت
على الرغم من محاولات الاتحاد الإيطالي لكرة القدم لتعديل بعض القوانين بهدف الحد من إهدار وقت المباراة، إلا أن هذه الإجراءات لم تسفر عن النتائج المرجوة حتى الآن. فعلى سبيل المثال، تم تغيير العقوبة المترتبة على مخالفة الحارس لقاعدة الثواني الثمانية، لتصبح ركلة ركنية بدلًا من ركلة حرة غير مباشرة. لكن هذه التعديلات لم تمنع استمرار مشكلة إضاعة الوقت، بل على العكس، شهد متوسط اللعب الفعلي انخفاضًا ملحوظًا. فبعد أن كان 55 دقيقة و17 ثانية في موسم 2022-2023، تراجع إلى 54 دقيقة و50 ثانية في موسم 2023-2024، ليصل حاليًا إلى أقل من 53 دقيقة، مما يدل على عدم فعالية الإجراءات المتخذة.
وحتى عند مقارنة الوضع بالدوري الإنجليزي الممتاز، والذي شهد بدوره انخفاضًا في متوسط اللعب الفعلي بعد كأس العالم 2022 من 58 دقيقة و12 ثانية إلى 54 دقيقة و21 ثانية هذا الموسم، يظل الوضع في إيطاليا أسوأ بكثير، حيث تتذيل قائمة الدوريات الكبرى بوضوح وتواجه تحديات كبيرة.
مطالبات بتدخل عاجل لإنقاذ جاذبية كرة القدم الإيطالية
في ظل هذا التراجع المستمر في وقت اللعب الفعلي بمباريات الكالتشيو، يطالب الخبراء والمحللون الرياضيون الاتحاد الإيطالي لكرة القدم باتخاذ إجراءات حاسمة وفورية. يرون أن الحل يكمن في تطبيق صارم للقوانين المتعلقة بالتحايل وإضاعة الوقت بشكل متعمد، إلى جانب زيادة العقوبات على المخالفين لمنع تكرار هذه السلوكيات. ويشددون على أن القضية لم تعد مجرد حساب لدقائق ضائعة في مباراة كرة قدم، بل أصبحت رهانًا حقيقيًا على مستقبل كرة القدم الإيطالية وعلى قدرتها على الحفاظ على مكانتها وجاذبيتها في المشهد الكروي العالمي التنافسي.