حدث فلكي نادر.. في 21 سبتمبر: كسوف الشمس الجزئي يخطف الأنظار بنصف الكرة الجنوبي.. السر وراء علاقته بخسوف القمر.
يشهد نصف الكرة الجنوبي يوم 21 سبتمبر ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في كسوف جزئي للشمس. سيغطي القمر جزءاً من قرص الشمس في مشهد طبيعي فريد يترقبه علماء الفلك والمهتمون، خاصة في مناطق جنوب أستراليا والمحيط الهادي والقارة القطبية الجنوبية. هذه الظاهرة تؤكد التناغم الدقيق لحركات الأجرام السماوية وتلعب دوراً في ضبط التقويمات.
العلاقة الفلكية بين كسوف الشمس وخسوف القمر
يتساءل الكثيرون عن سر الارتباط بين كسوف الشمس وخسوف القمر، فالظاهرة الأولى لا تحدث إلا عندما يكون القمر في طور المحاق. هذا يعني أن القمر يقع بين الأرض والشمس مباشرة حاجبًا جزءًا من ضوء الشمس عن كوكبنا. على النقيض تمامًا، يحدث خسوف القمر عندما يكون القمر في طور البدر، حيث تكون الأرض هي التي تقع بين الشمس والقمر، فتحجب ضوء الشمس عن القمر. لهذا السبب، عادة ما يتبع أي خسوف قمري كسوف شمسي بعد فترة تقدر بحوالي أسبوعين تقريبًا، وهي المدة التي يستغرقها القمر للانتقال من طور البدر إلى المحاق، مما يكمل الشروط الفلكية لحدوث كسوف الشمس المرتقب.
مناطق مشاهدة الكسوف الجزئي وأسبابه الفلكية
لن يكون كسوف الشمس الجزئي المنتظر مرئيًا من كل بقاع العالم، فقد أوضح الخبراء الفلكيون أن هذه الظاهرة ستكون واضحة فقط في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. تشمل مناطق المشاهدة جنوب قارة أستراليا، أجزاء واسعة من المحيط الهادي، والقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). يعود هذا الظهور الجزئي إلى الاصطفاف الدقيق للقمر والشمس والأرض في الفضاء، حيث يسقط ظل القمر على مساحات محددة من سطح الأرض ليحجب جزءًا من أشعة الشمس عن تلك المناطق خلال ساعات النهار. أما خسوف القمر، فيحدث عندما يحجب كوكب الأرض ضوء الشمس عن القمر ليلاً، جاعلًا القمر يقع في ظل الأرض.
الظاهرة | موعد الحدوث | أماكن المشاهدة |
كسوف الشمس الجزئي | 21 سبتمبر | جنوب أستراليا، المحيط الهادي، القطب الجنوبي |
خسوف القمر الكلي | قبل أسبوعين تقريبًا | حسب موقع القمر بالنسبة للأرض |
دور الكسوف والخسوف في ضبط التقويم الهجري
يستعين علماء الفلك بظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر كأدوات دقيقة لضبط الأشهر القمرية والهجرية. تعكس هذه الظواهر الفلكية بدقة متناهية حركة القمر حول الأرض وموقعهما بالنسبة للشمس. عند حدوث الكسوف الشمسي، يكون القمر قد أكمل جميع أطواره حتى وصل إلى طور المحاق، وهذه اللحظة الفلكية تشير إلى اقتراب نهاية شهر قمري وبداية شهر هجري جديد. في المقابل، يقع خسوف القمر عندما يكون القمر بدرًا ومكتملًا. تحدث هذه الظاهرة الفلكية الجليلة فقط عندما يتواجد القمر عند إحدى العقدتين المداريتين، سواء كانت الصاعدة أو الهابطة، وهي نقاط تقاطع مدار القمر مع مدار الشمس الظاهري المعروف باسم البروج. هذه الدقة في الحسابات الفلكية تتيح للعلماء تأكيد بداية ونهاية الشهور الهجرية بكل وضوح.
- يتزامن كسوف الشمس دائمًا مع طور المحاق فقط.
- يُشاهد خسوف القمر عندما يكون القمر بدرًا مكتملًا.
- تُعد العقدتان المداريتان ضرورية لتلاقي مدار الشمس والقمر لحدوث الظاهرتين.
- تُثبت هذه الظواهر دقة الحسابات الفلكية لتحديد الشهور القمرية.
- تُستخدم لتأكيد بداية أو نهاية الأشهر الهجرية بشكل موثوق.
يحدث كسوف الشمس دائمًا في وضح النهار، نظرًا لوجود القمر بين الأرض والشمس، بينما يظهر خسوف القمر ليلاً عندما تكون الأرض هي التي تتوسط الشمس والقمر. يبرز دور كل ظاهرة في توضيح موقع الأجرام السماوية بالنسبة لبعضها البعض ودقتها في تنظيم التقويمات المختلفة. متابعة كسوف الشمس تفتح نافذة لفهم أكبر لتفاعلات الفضاء وتغيراته المستمرة، كما تمنح الإنسان فرصة للتأمل في الكم الهائل من النظام والدقة في الكون الذي نعيش فيه.