المفتي يحسم الأمر.. حكم المشاركة في نظام تأميني لتغطية نفقات الدفن عند الوفاة
أجازت دار الإفتاء المصرية المشاركة في أنظمة التأمين الخاصة بتغطية نفقات الدفن عند الوفاة. أوضح الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية أن هذا الأمر جائز شرعًا بل ومستحب. يأتي هذا في ظل ارتفاع تكاليف دفن الموتى في بعض الدول الأجنبية حيث يصعب على الأسر تحملها. يهدف هذا التأمين إلى ضمان دفن الميت دون أعباء مالية إضافية على ذويه.
فتوى دار الإفتاء بشأن التأمين على نفقات الدفن
أكد مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد أن المشاركة في دفع مبلغ التأمين الخاص بترتيبات دفن المسلمين جائزة شرعًا. أشار إلى أن هذا الأمر مندوب إليه شرعًا. يعود ذلك لما فيه من تعزيز التعاون والتكافل الاجتماعي بين المسلمين. اشترط المفتي أن يتم ذلك تحت الإطار الرسمي الموافق للتنظيمات القانونية المعمول بها. يضمن هذا الإجراء تحقيق المصلحة العامة للمسلمين. يحافظ أيضًا على أموال الناس من الضياع والاستغلال. يمثل هذا حلاً عمليًا لمواجهة التكاليف الباهظة للجنازات في المهجر.
الأهمية الشرعية لتجهيز الميت ودفنه
أوضح الدكتور نظير عياد أن دفن جسد المتوفى ومواراته التراب هو حق ثابت لكل مسلم. يهدف هذا الإجراء إلى صيانة آدمية المتوفى ومراعاة حرمته. يعد الدفن أيضًا حفظًا لأمانته بعد وفاته. استدل المفتي بقوله تعالى في سورة طه: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾. ذكر أيضًا الآية الكريمة من سورة المرسلات: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾. أشار المفتي إلى أن هذا الامتنان الإلهي دليل على مشروعية الدفن. واستشهد كذلك بقوله تعالى في سورة المائدة: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾.
تفسير العلماء لوجوب دفن الموتى
استكمل الدكتور عياد موضحًا أن الإمام الفخر الرازي في كتابه “مفاتيح الغيب” أكد على هذا المعنى. أشار الإمام الرازي إلى أن المراد من الآيات هو إعادة الميت إلى القبور. تصبح الأرض بذلك مكانًا وظرفًا لكل من مات. هذا يشمل جميع البشر إلا من رفعه الله إلى السماء. حتى من رفعه الله يحتمل أن يُعاد إلى الأرض بعد ذلك. يؤكد هذا التفسير على وجوب دفن الموتى وأهميته البالغة في الشريعة الإسلامية. يوفر التأمين على الدفن حلاً عمليًا لضمان تنفيذ هذا الواجب الشرعي.