بعد طول ترقب.. ندوة الإسكندرية تكشف أحدث تطورات متحف فنان الشعب سيد درويش المنتظر
استضافت نقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية مساء أمس ندوة ثقافية بارزة، تناولت إحياء ذكرى فنان الشعب سيد درويش ومشروع تحويل منزله العريق بمنطقة كوم الدكة إلى متحف. شارك في الندوة نخبة من المثقفين والفنانين، مؤكدين على أهمية تخليد إرث درويش الموسيقي والوطني، وتحويل منزله لمزار ثقافي وسياحي حيوي للمدينة الساحلية.
ندوة نقابة الصحفيين بالإسكندرية: إحياء ذكرى فنان الشعب سيد درويش
أكدت شيرين العقاد، رئيس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين الفرعية في الإسكندرية، خلال كلمتها، أن اسم سيد درويش يظل حاضرًا بقوة في الوجدان المصري والعربي، حتى بعد مرور أكثر من قرن على رحيله. وأوضحت العقاد أن هذا الحضور يعود إلى موسيقاه الخالدة التي لامست هموم الإنسان البسيط وعبّرت بصدق عن الواقع الوطني والاجتماعي، ليُتوَّج بجدارة لقب “فنان الشعب”. شددت العقاد على أن مقطوعات درويش لا تزال حية ومترددة في المناسبات القومية والاجتماعية، وكأنها وُلدت للتو، مؤكدة أن تحويل منزله إلى متحف ومزار سياحي وثقافي بات ضرورة ملحة وحلمًا يراود أهالي منطقة كوم الدكة منذ سنوات طويلة.
تأثير سيد درويش الخالد وإلهامه الفني
تحدث الكاتب المسرحي ميسرة صلاح الدين عن علاقته الوجدانية العميقة بسيد درويش، مشيرًا إلى انتمائهما المشترك لمدينة الإسكندرية كمصدر إلهام دائم له. وتساءل صلاح الدين عن سر تفرد سيد درويش وكيف استطاعت موسيقاه أن تتجاوز حدود الزمن دون أن تفقد بريقها أو جاذبيتها. وأضاف أن كل لحن من ألحانه، عندما يُعاد غناؤه، يثير نفس الإعجاب وكأنه يُسمع لأول مرة. وأشار صلاح الدين إلى أن حياة درويش تزامنت مع مرحلة مفصلية في التاريخ المصري، شهدت تحولات اجتماعية ووطنية عميقة، وهو ما انعكس بوضوح في فنه الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للمصريين.
مشروع متحف سيد درويش في كوم الدكة: حلم يتحقق بجهود ذاتية
كشف مينا زكي، مؤسس مبادرة “سيرة الإسكندرية” وصاحب مشروع متحف سيد درويش، عن الجهود المبذولة للحفاظ على تراث فنان الشعب. أوضح زكي أن هذا الحفاظ يتطلب حماية منزله الكائن بمنطقة كوم الدكة، إحدى أقدم مناطق الإسكندرية، والذي يعاني حاليًا من حالة معمارية متدهورة. وأشار إلى أنه نجح في التوصل إلى اتفاق مع ملاك الأرض لإقامة المتحف بنظام حق الانتفاع بالجهود الذاتية، مؤكدًا أن المنزل يستقبل العديد من الزوار يوميًا، الذين يبحثون عن مكان عاش فيه فنان الشعب. وأضاف زكي أن تحويل هذا المنزل إلى متحف سيجعله مزارًا ثقافيًا وسياحيًا مهمًا، يجمع بين المقتنيات الشخصية لسيد درويش وسيرته الفنية والإنسانية الغنية.
سيد درويش: صوت الشعب وروح الوطن
اعتبر الصحفي أحمد سليم، الذي أدار الحوار في الندوة، أن ذكرى سيد درويش تمثل مناسبة وطنية تستحق التوقف عندها والتأمل فيها. وأكد سليم أن درويش لم يكن مجرد ملحن أو مطرب موهوب، بل كان “صوت الشعب وروح الوطن” بامتياز. وأضاف أن درويش كان قريبًا من الناس، غنّى للعمال والفقراء والوطن بحب وشغف. وشدد سليم على أن الإسكندرية لعبت دورًا محوريًا في تشكيل وعيه الفني وإلهامه، ولذلك فإن تخليد ذكراه في متحف يليق به هو حق مستحق لهذه القامة الفنية والوطنية الكبيرة.