كلفة باهظة.. عائلات صحراوية تشكو من غلاء التسجيل بالمدارس الخاصة مع بدء الدخول المدرسي
في العيون، ومع انطلاق الموسم الدراسي الجديد في 12 سبتمبر 2025، تعبر آلاف الأسر في الأقاليم الجنوبية للمملكة عن استيائها الشديد من الأعباء المالية المتزايدة لتكاليف الدخول المدرسي. هذه التكاليف، التي تشمل ارتفاع أسعار الكتب والمستلزمات الدراسية الباهظة، بالإضافة إلى رسوم التسجيل، تلقي بظلالها الثقيلة على ميزانيات الأسر المتوسطة وذات الدخل المحدود، مثيرة قلقًا عميقًا بشأن قدرتها على توفير تعليم لائق لأبنائها.
أعباء مالية متزايدة على الأسر ذات الدخل المحدود
تجد العديد من العائلات في الأقاليم الجنوبية نفسها في مواجهة تحدٍ اقتصادي مضاعف. فبعد كفاحها اليومي لتوفير أساسيات المعيشة، يضاف إليها عبء مالي ضخم يتمثل في مصاريف تعليم الأبناء. هذا الوضع يزداد قسوة بالنسبة للأسر التي لا تملك مصدر دخل ثابت سوى ما تقدمه “بطائق الإنعاش الوطني”، حيث لا تراعي بعض المؤسسات التعليمية، خاصة الخاصة منها، هذه الظروف الاجتماعية الهشة. ويضطر كثير من الآباء إلى تسجيل أكثر من طفلين في المدارس الخصوصية، مما يفاقم من الضغط المالي عليهم ويجعل تكاليف الدخول المدرسي تحديًا لا يطاق.
المدارس الخصوصية تثير الجدل بشأن جودة التعليم وتكاليفها
يزداد تذمر العائلات في المناطق الصحراوية نتيجة لممارسات بعض المؤسسات الخاصة التي تفرض على أولياء الأمور شراء كتب تحمل اسمها حصريًا، على الرغم من أسعارها المرتفعة بشكل غير مبرر. تعتبر الأسر هذه الممارسة استنزافًا غير عادل لمواردها الشحيحة. علاوة على ذلك، ترى العديد من العائلات أن الدخول المدرسي في المدارس الخصوصية تحول إلى “جحيم لا يرحم”، خاصة في ظل ضعف المردودية التعليمية في جزء كبير من هذه المؤسسات بجهات الصحراء. وتثير غياب تصنيف وطني واضح يبرز جودة هذه المدارس تساؤلات حول جدوى الأداء الباهظ الذي تتحمله الأسر. كما يشير البعض إلى ما وصفوه “بنفخ المعدلات” بشكل يطرح شكوكًا حول مدى عكس هذه النتائج لمستوى التحصيل الفعلي للتلاميذ، مما يجعل القيمة الحقيقية للتعليم الخاص مقابل التكلفة العالية محل شك.