نهاية لمعاناة دامت سنوات.. مفاجأة طبية في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب: هكذا تخلصت أربعينية من استفراغ يومي وآلام مزمنة

نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر في إنهاء معاناة سيدة أربعينية استمرت لسنوات طويلة مع آلام مزمنة واستفراغ شبه يومي. تمكن فريق طبي متخصص من إجراء عملية جراحية دقيقة لتصحيح سمنة فاشلة خضعت لها سابقاً خارج المملكة، لتستعيد المريضة بذلك صحتها وحياتها الطبيعية.

معاناة طويلة بعد جراحة سمنة سابقة

كانت المريضة، البالغة من العمر ثلاثة وأربعين عاماً، قد أجرت قبل ست سنوات عملية سمنة تُعرف باسم “الفراشة” في أحد المراكز الطبية خارج المملكة. لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال بعد فترة قصيرة، حيث بدأت تعاني من أعراض معقدة وصعوبات كبيرة في الأكل والشرب، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية بشكل ملحوظ.

أعراض مزمنة وتدهور صحي خطير

أوضح الدكتور حفظي الرطروط، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة ورئيس الفريق الطبي، أن السيدة عانت منذ الأشهر الأولى بعد العملية من آلام حادة ومستمرة في البطن. تزامنت هذه الآلام مع استفراغ متكرر شبه يومي وصعوبة واضحة في البلع، مما جعلها غير قادرة على ممارسة حياتها بصورة طبيعية. اضطرت المريضة إلى تجنب معظم أنواع الطعام والاعتماد على الحلويات فقط كخيار أقل إيلاماً عند تناولها. انعكس ذلك سلباً على وزنها، حيث ارتفع بشكل مفرط حتى وصل إلى مئة وخمسة وخمسين كيلوغراماً مع مؤشر كتلة جسم بلغ ستين، وهو ما يُعد خطراً صحياً بالغاً.

فحوصات دقيقة تكشف التعقيدات

عند وصول المريضة إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، خضعت لسلسلة من الفحوص الدقيقة والشاملة للكشف عن سبب هذه المعاناة المستمرة.
شملت هذه الفحوصات:

• المنظار للمعدة.
• التصوير بالأشعة المقطعية.
• تحاليل مخبرية شاملة.

كشفت النتائج عن تغير شكل المعدة إلى هيئة الساعة الرملية، مع وجود جيوب متعددة داخلها وقناة صغيرة ضيقة بين تلك الجيوب. كما أظهرت الفحوص وجود تقرحات شديدة في المعدة والمريء نتيجة الاستفراغ المستمر، مما ساهم في تدهور حالتها بشكل متسارع وجعل التدخل الجراحي أمراً حتمياً.

عملية تصحيح سمنة معقدة بالمنظار

بناءً على هذه النتائج المعقدة، قرر الفريق الطبي إخضاعها لعملية تصحيحية دقيقة تهدف إلى إعادة هيكلة المعدة وإصلاح ما أفسدته العملية السابقة. تمت الجراحة بالمنظار تحت التخدير العام واستغرقت ساعتين كاملتين. أجرى الجراحون عملية تحويل مسار كلاسيكي بالمنظار عبر أربع فتحات صغيرة في البطن لا يتجاوز قطر الواحدة منها سنتيمتراً واحداً. شملت العملية تعديل شكل المعدة وإلغاء التشوهات السابقة وإعادة بناء القناة الهضمية بطريقة تضمن عودة الأداء الطبيعي للجهاز الهضمي.

تعافي سريع وعودة للحياة الطبيعية

أكد الدكتور الرطروط أن العملية سارت بسلاسة كبيرة وتكللت جهود الفريق الطبي بالنجاح. أظهرت المريضة استقراراً في المؤشرات الحيوية منذ الساعات الأولى بعد الجراحة. خلال فترة المراقبة بعد العملية، اختفت الأعراض التي لازمتها لسنوات طويلة، حيث تمكنت من تناول الطعام والشراب دون أي صعوبة أو شعور بالآلام المعتادة، وهو ما عُد مؤشراً قوياً على نجاح التدخل الجراحي. خرجت المريضة من المستشفى بعد يومين فقط من العملية وهي في حالة صحية ممتازة، وتمكنت تدريجياً من العودة إلى ممارسة حياتها اليومية بصورة طبيعية بعد سنوات من المعاناة والقيود.

برنامج غذائي ومتابعة لضمان النتائج

وضع الفريق الطبي للمريضة برنامجاً غذائياً خاصاً يتماشى مع وضعها بعد العملية، مع متابعة دقيقة في العيادات الخارجية لضمان فقدان الوزن بشكل تدريجي وآمن والوصول إلى المؤشر المثالي دون مضاعفات. أوضح الدكتور الرطروط أن مثل هذه العمليات التصحيحية تمثل تحدياً كبيراً للجراحين كونها تتعامل مع نتائج عمليات سابقة غير ناجحة. لكنها في الوقت ذاته تمنح المرضى فرصة جديدة للحياة السليمة إذا ما تم التخطيط لها وتنفيذها بشكل دقيق وفق أعلى معايير السلامة والجودة.

أهمية اختيار المركز الطبي المتخصص

اختتم الدكتور الرطروط بالتأكيد على أن قصة هذه السيدة تمثل دليلاً واضحاً على أهمية اختيار المركز الطبي المؤهل والجراح المتخصص عند الإقدام على جراحات السمنة. مشيراً إلى أن النجاح الذي تحقق بفضل الله ثم بجهود الفريق يعزز مكانة مستشفى الدكتور سليمان الحبيب كوجهة رائدة في مجال جراحات السمنة المعقدة والعمليات التصحيحية.