الجميع يعرف “إسكندرية”، تلك المدينة الساحرة التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر، والتي أسسها القائد العظيم الإسكندر الأكبر، ومن هنا جاء اسمها. لكن هل تساءلت يومًا إن كان لهذه الكلمة جمع في لغتنا العربية؟ وإذا وُجد، فما هي صيغته الصحيحة؟ هذا ما سنكشفه لك في هذا المقال اللغوي الشيق.
أصل كلمة “إسكندرية”: حكاية اسم وتاريخ عريق
كلمة “إسكندرية” هي في الأصل اسم علم مؤنث معرب، أي أنها ليست كلمة عربية بحتة، بل دخلت إلى لغتنا من اليونانية القديمة. هناك، كانت تُعرف باسم Alexandria، وهو اسم يشير بوضوح إلى المدينة التي بناها وأسسها الإسكندر الأكبر بنفسه.
بما أن “إسكندرية” تُصنف كـ اسم أعجمي وعَلَم (أي تدل على مفرد معين وفريد)، فإنه من غير الشائع جمعها في الاستخدام العربي العام. فالقاعدة اللغوية تقول إن أسماء الأعلام المفردة لا تُجمع في معظم الحالات، إلا إذا تحولت للدلالة على نوع معين أو مجموعة من الأشياء المتشابهة.
هل لـ “إسكندرية” جمع؟ ومتى يجوز استخدامه؟
على الرغم من القاعدة العامة التي تمنع جمع أسماء الأعلام، إلا أن اللغة العربية تتيح استثناءات تسمح بجمع أسماء المدن أو الأعلام الجغرافية في حالتين محددتين:
-
إذا استخدمت للدلالة على أنواع أو أماكن متعددة تحمل الاسم نفسه.
-
أو في سياق أدبي أو وصفي يشير إلى تعدد الأماكن الشبيهة.
وبناءً على هذه الحالات الاستثنائية، إذا أردنا جمع كلمة “إسكندرية” ضمن هذا السياق، فإن الصيغة المعتمدة التي يمكننا استخدامها هي:
“إسكندريات”
هذه الصيغة هي جمع مؤنث سالم، وكما يتضح من المثال التالي، يمكن استخدامها للإشارة إلى مدن تحمل نفس الاسم:
“مدنٌ كثيرة أنشأها الإسكندر وسُمّيت بـ إسكندريات متعددة في أرجاء العالم القديم.”
تجدر الإشارة إلى أن هذا الجمع، “إسكندريات”، قد ورد بالفعل في بعض المصادر الأدبية والجغرافية القديمة عند الحديث عن المدن العديدة التي أسسها الإسكندر الأكبر، والتي امتدت في آسيا وأفريقيا وحملت اسمه.