الإفتاء تحسم الجدل.. هل يجوز تقبيل الميت بعد غسله للتعظيم والتبرك؟

أكدت الشريعة الإسلامية ودار الإفتاء المصرية جواز تقبيل الميت وتوديعه، سواء كان من الأقارب أو غيرهم، وذلك من هدي السنة النبوية الشريفة وعمل السلف الصالح. يشمل هذا الجواز تقبيل المتوفى قبل التكفين وبعده، مع مراعاة ألا يترتب على ذلك أي مفسدة قد تسبب جزعًا أو سوء فهم لحالة المتوفى.

جواز تقبيل الميت شرعًا وتوديعه الأخير

بناءً على أحاديث صحيحة، يجوز للمسلمين تقبيل المتوفى بعد وفاته للتوديع الأخير، سواء كانوا من ذويه أو من غيرهم. فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم “قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ وَهُوَ يَبْكِي”. وهذا يؤكد أن تقبيل الرجل الميت من قبل الرجال، والمرأة الميتة من قبل النساء، أمر مشروع ولا حرج فيه.

اقرأ أيضًا: لأول مرة.. حظك اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 من الأبراج.. كشف شامل لأسرار يومك

رأي دار الإفتاء المصرية حول تقبيل المتوفى قبل الدفن

أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيانات سابقة لها، أن الدخول على المتوفى وقت الغسل أو قبله أو بعده، سواء كان بوضوء أو بغير وضوء، جائز شرعًا ولا يوجد فيه أي حرج. كما أكدت الدار أنه لا مانع شرعًا من كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه، ويستوي في ذلك الأقارب والأحباب. وقد أكدت الدار أن هذه الممارسة تتوافق مع هدي السنة النبوية المشرفة وفعل السلف الصالح رضوان الله عليهم.

شروط وضوابط تقبيل الميت بعد التكفين

مع جواز تقبيل الميت وكشف وجهه، وضعت دار الإفتاء وبعض الفقهاء بعض الضوابط الهامة لضمان عدم حدوث أي مفسدة. هذه الضوابط تشمل:

اقرأ أيضًا: مجانًا على نايل سات.. استقبل تردد قناة ثمانية الجديد لمتابعة الدوري السعودي | إشارة بجودة HD

  • ألا يترتب على التقبيل حدوث جزع أو فزع شديد ممن يدخل عليه، وخاصة الأطفال أو ضعاف النفوس.
  • ألا يكون قد حدث تغير في جسد الميت أو وجهه، كظهور سواد أو علامات مرض أو غلبة دم، قد يؤدي إلى سوء ظن به ممن يجهل حاله، أو يسبب نفورًا.
  • يمكن أن يكون التقبيل قبل التكفين أو بعده، مع تفضيل بعض الفقهاء أن يكون بعد التكفين أو التغطية الكاملة، وذلك للحفاظ على ستر الميت ومنع الاطلاع على أي تغيرات غير مرغوبة في جسده قد تثير الشكوك أو تسبب الضرر المعنوي.

الحكمة الشرعية من جواز تقبيل المتوفى

تكمن الحكمة من جواز تقبيل الميت في جانب التوديع الأخير والتعبير عن المحبة والتعلق بالميت، وهو ما يتوافق مع طبيعة الإنسان ومشاعر الشوق والفقد. ومع ذلك، فإن الشريعة الإسلامية توازن بين هذه المشاعر والحفاظ على كرامة الميت ومنع أي ضرر قد يلحق بسمعته أو يؤثر سلبًا على مشاعر الأحياء. ولهذا، يركز العلماء على أهمية تجنب ما قد يسيء إلى المتوفى أو يثير الشبهات حوله، خاصة إذا كانت هناك تغيرات ظاهرية في الجسد قد يجهل بعض الناس سببها.

توضيحات فقهية لحالات تقبيل الميت الخاصة

تطرقت دار الإفتاء والفقهاء إلى بعض الحالات التي قد تبدو استثنائية لتوضيح الحكم الشرعي بشكل أدق. منها:

اقرأ أيضًا: 40 مليون جنيه في 22 يومًا.. “روكي الغلابة” يواصل التألق ويحصد إيرادات قياسية

  • **تقبيل الصديق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته:** أوضح الفقهاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مسجى (مغطى بقطعة قماش) وقتما دخل عليه أبو بكر رضي الله عنه ليقبله. وكان أبو بكر عالمًا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصون عن أي أذى أو تغير قد يلحق بجسده الشريف.
  • **تقبيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوالده عبد الله بن حرام رضي الله عنه (الشهيد):** الشهيد يكفَّن في ثيابه التي استشهد فيها، وبالتالي فهو كالمدرج فيها ومغطى بالكامل، فلا تظهر منه أي تغيرات قد تسيء للناظر.