ظهور نادر.. كسوف الشمس 2025 يثير ترقب العالم | متى يمكن رؤيته؟
يترقب عشاق الفلك حول العالم في 21 سبتمبر 2025، ظاهرة كسوف الشمس، التي تعد آخر كسوف للشمس في هذا العام. يحظى هذا الحدث الفلكي الاستثنائي باهتمام كبير من العلماء والمهتمين، لاسيما أنه يتزامن تقريباً مع الاعتدال الخريفي، مما يضفي عليه طابعاً علمياً وفلكياً فريداً.
كسوف الشمس: فهم الظاهرة الفلكية المنتظرة
يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، فيحجب بذلك أشعة الشمس بشكل كلي أو جزئي عن مناطق معينة من الكرة الأرضية. تُعتبر هذه الظاهرة الفلكية من الأحداث المذهلة التي أسرت فضول البشر منذ القدم، وارتبطت بالكثير من الأساطير والتفسيرات الشعبية قبل أن يكشف العلم الحديث عن حقيقتها العلمية. يُعرف الكسوف الشمسي المرتقب في سبتمبر المقبل بـ”كسوف الاعتدال”، نظراً لوقوعه قبل ساعات قليلة فقط من الاعتدال الخريفي، وهي اللحظة التي تكون فيها الشمس عمودية على خط الاستواء، مما يؤدي إلى تساوي الليل والنهار في معظم مناطق العالم.
مدة الكسوف وأفضل أماكن مشاهدة كسوف 2025
وفقاً للتقارير الفلكية، من المتوقع أن يستمر كسوف الشمس القادم حوالي أربع ساعات كاملة. تتيح هذه المدة للعلماء فرصة لدراسة الظاهرة بشكل موسع ودقيق. أما عن أماكن رؤية الكسوف، فهناك تفاوت كبير في إمكانية مشاهدته حول العالم:
- تُعد القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) أفضل موقع لرصد الكسوف، حيث سيتسنى للمشاهدين هناك رؤيته بأوضح صورة وأجمل شكل.
- يمكن لدول مثل نيوزيلندا، وأجزاء من شرق آسيا، وبعض مناطق جنوب المحيط الهادئ مشاهدة الكسوف جزئياً.
- لن تشهد معظم مناطق نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك الأميركيتان، الهند، باكستان، نيبال، وسريلانكا، هذه الظاهرة.
يعود هذا التفاوت في إمكانية الرؤية إلى الموقع الدقيق للقمر وظلاله المتغيرة على سطح الأرض أثناء عبوره أمام الشمس.
كيف تشاهد كسوف الشمس بأمان؟ نصائح حماية العين
على خلاف خسوف القمر الذي يمكن النظر إليه مباشرة، لا يمكن رؤية كسوف الشمس بالعين المجردة بشكل مباشر أبداً. قد يتسبب ذلك في أضرار بالغة ودائمة لشبكية العين. لذلك، يؤكد الخبراء على ضرورة اتباع إرشادات السلامة الصارمة عند مشاهدة هذه الظاهرة الفلكية:
- استخدام نظارات خاصة لرصد الكسوف، تكون مطابقة للمواصفات والمعايير العالمية المعتمدة.
- الاستعانة بأجهزة إسقاط الصور الشمسية التي تتيح مشاهدة الحدث بوضوح دون التعرض المباشر لأشعة الشمس الضارة.
- يُحذر بشدة من استخدام النظارات الشمسية العادية أو الزجاج المدخن أو الأفلام الفوتوغرافية القديمة، لأنها لا توفر الحماية الكافية للعينين.
ترابط الظواهر الفلكية: كسوف الشمس بعد خسوف القمر
من الجدير بالذكر أن كسوف الشمس المرتقب في 21 سبتمبر 2025 يأتي بعد أيام قليلة من خسوف كلي للقمر، والذي شهدته عدة مناطق في آسيا وأجزاء من أوروبا وإفريقيا، حيث تحول القمر إلى اللون الأحمر الدموي في ظاهرة فلكية لافتة. هذا التتابع السريع بين ظاهرتي الخسوف والكسوف يبرز دقة حركة الأجرام السماوية وتعقيد علاقاتها ببعضها البعض، مما يجعل علم الفلك مجالاً شيقاً ومليئاً بالأسرار التي تستحق الاكتشاف. إن كسوف الشمس القادم ليس مجرد حدث عابر، بل يمثل فرصة استثنائية للعلماء والهواة للاستمتاع بواحدة من أروع الظواهر الفلكية، مع ضرورة الالتزام بالسلامة للحفاظ على صحة العين والاستمتاع بجمال الكون.