عام على رحيل هادئ.. في الذكرى الأولى لوفاة إيهاب جلال.. كيف استمرت بصمات المدرب الاستثنائي؟
في مثل هذا اليوم من العام الماضي، خيّم الحزن على الوسط الرياضي المصري برحيل المدرب إيهاب جلال، الذي غادر عالمنا بهدوء يشبه أسلوبه في الحياة والملاعب. ترك جلال خلفه إرثاً كبيراً من الاحترام وبصمة تدريبية فريدة، أكدت أن النجاح لا يحتاج إلى ضجيج، بل إلى فكر وشخصية واضحة. كانت مسيرته محفورة في ذاكرة كرة القدم المصرية، كمدرب لم يساوم على قناعاته.
إيهاب جلال.. بصمة الهدوء في عالم التدريب المصري
لم يكن إيهاب جلال مجرد اسم عابر في سجل المدربين المصريين، بل كان يمثل نموذجاً لفكر كروي مختلف ونهج تدريبي فريد. تميز المدرب الراحل بأسلوبه الهادئ خارج الخطوط، وبفلسفته التي ركزت على كرة القدم الجميلة واللعب المنظم، بعيداً عن صخب الأضواء. ترك إيهاب جلال أثراً عميقاً في كل فريق دربه، وغرس احتراماً كبيراً بين اللاعبين والزملاء والجماهير على حد سواء، ليظل اسمه مرتبطاً بالعمل الجاد والنزاهة الرياضية.
صعود نجم إيهاب جلال: إنجازات المقاصة وفلسفة التدريب
انطلقت الشرارة الحقيقية لمسيرة إيهاب جلال التدريبية مع فريق مصر المقاصة، حيث قاد الفريق لتحقيق إنجازات غير مسبوقة. استطاع المدرب إيهاب جلال، رغم الإمكانيات المحدودة، أن يصنع فريقاً ينافس الكبار ويحتل وصافة الدوري المصري الممتاز، مما مكنه من المشاركة التاريخية في بطولة دوري أبطال أفريقيا. هذا النجاح الباهر طرح تساؤلات حول هذا المدرب الواعد وفلسفته التي جعلت فريقه يقدم كرة قدم ممتعة ومختلفة. حين جاءته فرصة تدريب الزمالك، ورغم قصر التجربة، تمسك بفكره التدريبي، رافضاً التنازل عن قناعاته، ليثبت أنه ليس مدرباً يقبل بأن يكون مجرد رقم.
تجربة منتخب مصر: حلم لم يكتمل لـ إيهاب جلال
لعل قيادة منتخب مصر الوطني كانت حلماً يراود إيهاب جلال، لكن هذه الفرصة جاءت في ظروف لم تكن مواتية على الإطلاق. تولى جلال المهمة لفترة وجيزة، خاض خلالها مباريات صعبة وحمل إرثاً ثقيلاً، ثم جاءت الإقالة السريعة دون أن يحصل على الوقت الكافي لتطبيق رؤيته. على الرغم من ذلك، لم يُعرف عنه أنه اشتكى أو لام أحداً، بل تقبل الأمر بصمت ومضى قدماً، وهو ما عكس جزءاً كبيراً من شخصية إيهاب جلال الهادئة والمتزنة.
صراع صامت ووداع مبكر: تفاصيل وفاة إيهاب جلال
في الأشهر الأخيرة من حياته، تراجع ظهور إيهاب جلال عن الساحة الرياضية بعد صراع مرير مع المرض. خضع المدرب الراحل لثلاث عمليات جراحية للسيطرة على جلطة في المخ، وظل تحت الملاحظة بالرعاية المركزة. اختار إيهاب جلال أن يخوض هذا الصراع الصحي في صمت، تماماً كما واجه تحديات مسيرته الكروية. ثم جاء الخبر المفجع ليعلن رحيل إيهاب جلال مبكراً، لتكتمل فيه صورة الرجل الذي لم يطلب الكثير، ولم يشكُ يوماً، تاركاً وراءه إرثاً من الاحترام والتقدير العميقين من جميع من عرفوه في الوسط الرياضي.