بصمة خالدة أم مجرد ذكريات؟.. في الذكرى الأولى لرحيل إيهاب جلال: رحلة المدرب الذي غير وجه الكرة المصرية ومازال تأثيره حاضراً

تحل اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025، الذكرى السنوية الأولى لرحيل المدرب المصري البارز إيهاب جلال، الذي وافته المنية في الحادي عشر من سبتمبر العام الماضي عن عمر ناهز 57 عامًا، بعد مسيرة حافلة ترك خلالها بصمة واضحة على عدد من الأندية الكبرى في الكرة المصرية. يظل إرث جلال التدريبي محفورًا في ذاكرة الجماهير كأحد أبرز المدربين أصحاب الفكر الهجومي المميز.

تفاصيل رحيل المدرب إيهاب جلال

تعرض المدرب إيهاب جلال لوعكة صحية مفاجئة في العام الماضي، تمثلت في جلطة بالمخ، نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات القاهرة الكبرى. خضع جلال لعدة عمليات جراحية عاجلة، قبل أن تستقر حالته في غرفة العناية المركزة لفترة قصيرة. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها الأطباء لإنقاذه، تدهورت حالته الصحية سريعًا وتراجعت درجة وعيه تدريجيًا، حتى وافته المنية مساء يوم 11 سبتمبر 2024.

مسيرة تدريبية حافلة للمدرب إيهاب جلال في الأندية المصرية

بدأ إيهاب جلال مسيرته التدريبية في الدوري المصري الممتاز مبكرًا، تاركًا بصمة قوية على الأندية التي تولى قيادتها. قاد جلال عشرة أندية كبرى خلال مسيرته، أبرزها أندية الزمالك، بيراميدز، المصري البورسعيدي، مصر المقاصة، بالإضافة إلى نادي الإسماعيلي الذي كان آخر محطاته التدريبية. خلال مشواره التدريبي الطويل، أدار المدرب إيهاب جلال 335 مباراة في مختلف البطولات. حقق الفوز في 147 مواجهة، وتعادل في 86 لقاء، بينما تعرض للخسارة في 102 مباراة. هذه الأرقام جعلت إيهاب جلال يحتل مكانة بارزة بين أبرز المدربين المصريين في العقدين الأخيرين، بفضل فكره الكروي المميز.

تجربة إيهاب جلال القصيرة مع منتخب مصر

على صعيد المنتخبات الوطنية، تولى المدرب إيهاب جلال القيادة الفنية لمنتخب مصر الأول في عام 2022، إلا أن تجربته كانت قصيرة للغاية. قاد جلال الفراعنة في ثلاث مباريات فقط خلال تلك الفترة. استهل مشواره بفوز على منتخب غينيا بهدف نظيف ضمن تصفيات كأس الأمم الإفريقية، قبل أن يتعرض للخسارة أمام منتخب إثيوبيا متابعةنائية نظيفة في المباراة التالية. ثم سقط المنتخب ودياً أمام كوريا الجنوبية برباعية نظيفة، مما أدى إلى إقالته سريعًا من منصبه. ورغم قصر فترته مع المنتخب الوطني، إلا أن اسمه ظل حاضرًا في ذاكرة الجماهير كأحد المدربين أصحاب الفكر الهجومي المختلف والقدرة على بناء فرق قوية بالاعتماد على العناصر الشابة.

إرث إيهاب جلال التدريبي في الكرة المصرية

يجمع الوسط الرياضي المصري على أن المدرب إيهاب جلال كان أكثر من مجرد مدرب عادي. فقد عرف بانضباطه الشديد، وحبه العميق لكرة القدم، وإيمانه الدائم بقدرة الكرة المصرية على المنافسة وتحقيق الإنجازات إذا ما توفرت لها الظروف المناسبة. كان يمتلك رؤية فنية واضحة، ورغم رحيله المبكر والمفاجئ، فإن إرثه التدريبي وبصماته المميزة التي تركها مع الأندية التي دربها ستبقى علامة فارقة ومضيئة في تاريخ الكرة المصرية. يظل إيهاب جلال أيقونة تدريبية يتذكرها الجميع بعطائه وإسهاماته.