المعادلة الذهبية تظهر للنور.. الميركاتو السعودي: هل المال وحده يصنع الأبطال أم أن دهاء التخطيط يحسم الصراع؟

أكد الميركاتو الصيفي الأخير لدوري روشن السعودي مكانته كقوة عالمية صاعدة في كرة القدم، حيث أنفقت الأندية السعودية مبالغ مالية ضخمة تجاوزت 462 مليون يورو، لتضع نفسها في المرتبة السادسة عالمياً من حيث الإنفاق. لم يقتصر الأمر على استقطاب نجوم كبار فحسب، بل شهد أيضاً توجهاً نحو التعاقد مع مواهب شابة واعدة، مما يعكس استراتيجية استثمارية طويلة الأمد وطموحاً بتحويل الدوري إلى وجهة مفضلة للنجوم والمستقبل الكروي.

الميركاتو السعودي: إنفاق قياسي ومنافسة عالمية

في خطوة تؤكد التوسع الرياضي، وصلت فاتورة إنفاق أندية دوري روشن السعودي خلال الميركاتو الصيفي إلى مستويات غير مسبوقة. كشفت الأرقام المعلنة بعد نهاية فترة الانتقالات عن حجم الاستثمار الهائل الذي يشهده الدوري، مما يعكس طموحاته لترسيخ مكانته على الساحة العالمية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. وزارة الرياضة تختتم برنامجًا تدريبيًا لمشرفي المراكز الرقمية بالتعاون مع هيئة تردى زوم

البندالقيمة (يورو)
إجمالي إنفاق أندية دوري روشن462.73 مليون
إيرادات الأندية من بيع اللاعبين135.42 مليون

هذا الإنفاق الضخم وضع الدوري السعودي في المرتبة السادسة عالمياً بين الدوريات الأكثر إنفاقاً، متجاوزاً بذلك العديد من الدوريات الأوروبية العريقة، ومحتلاً مركزاً خلف الدوريات الخمس الكبرى (الإنجليزي، الإيطالي، الإسباني، الفرنسي، والألماني) وفقاً لإحصائيات موقع “ترانسفير ماركت”. محلياً، تصدر نادي نيوم الصاعد حديثاً قائمة الأندية السعودية الأكثر إنفاقاً، تلاه القادسية في المرتبة الثانية، مما يشير إلى دخول شركات استثمارية بقوة في تطوير المسابقة. جاء الهلال في المركز الثالث، ثم النصر والاتحاد والأهلي على الترتيب، ليحل بعدهم النجمة والشباب.

أبرز صفقات اللاعبين العالميين في دوري روشن

جاء الإنفاق القياسي لأندية دوري روشن السعودي نتيجة للعديد من الصفقات البارزة التي استمرت في تطبيق سياسة صندوق الاستثمارات العامة، والتي بدأت فعلياً مع انضمام الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر في يناير 2023. شهد صيف 2025 قدوم مجموعة جديدة من النجوم والمواهب الشابة التي أثارت اهتمام الجماهير والإعلام العالمي.

اقرأ أيضًا: الكرواني يرفع سقف التوقعات! تصريحات جريئة عن مكانه في الأسود ومصير كأس إفريقيا.. هل تحدث المفاجأة؟

فيما يلي أبرز الصفقات التي أبرمتها الأندية السعودية الكبرى:

  • النصر: تعاقد مع البرتغالي جواو فيليكس قادماً من تشيلسي، والفرنسي كينجسلي كومان من بايرن ميونخ، والإسباني إنيجو مارتينيز من برشلونة، بالإضافة إلى عدد من الصفقات المحلية الهامة.
  • أهلي جدة: ضم مجموعة من الأسماء الأجنبية الشابة مثل الفرنسيين إنزو ميلوت من شتوتجارت، وفالنتين أتانجانا من ستاد رينس، والبرازيلي ماثيوس جونسالفيس من فلامنجو.
  • اتحاد جدة: استقطب ثلاثة لاعبين شباب هم المالي محمدو دومبيا من رويال أنتويرب، والبرتغالي روجر فيرنانديز من سبورتنج براجا، والصربي يان كارلو سيميتش من أندرلخت.
  • الهلال: نجح في ضم الأوروجواياني داروين نونيز، والفرنسي ثيو هيرنانديز من ميلان، والتركي يوسف أكتشينيك من فنربخشة، والفرنسي ماتيو باتوييه من أولمبيك ليون.
  • القادسية: أبرم عدة صفقات أجنبية كبرى، أبرزها هداف الدوري الإيطالي الموسم الماضي ماتيو ريتيجي قادماً من أتالانتا، بالإضافة إلى البرتغالي أوتافيو مونتيرو من النصر، والغاني كريستوفر بونسو باه.

تترقب الجماهير السعودية بفارغ الصبر الإضافة التي ستقدمها هذه الأسماء الجديدة، خاصة في صراع الهدافين مع لاعبين مثل ريتيجي ونونيز، بالإضافة إلى قدرة اللاعبين الشباب على إثبات أنفسهم كما فعل ميلوت مع الأهلي في بداية الموسم.

اقرأ أيضًا: إيقاف غير متوقع.. ماذا حدث للحكم السابق ديفيد كوت بعد الكشف عن تعاطيه للمخدرات؟

استراتيجيات الأندية: بين الإنفاق الضخم والتخطيط الذكي

إذا كان للميركاتو السعودي عنوان، فهو مزيج من القوة المالية والتخطيط الذكي الذي ميز استراتيجيات الأندية المختلفة. بعض الأندية واصلت سياسة الإنفاق الضخم لضم نجوم كبار، بينما لجأت أخرى إلى دهاء التخطيط واستقطاب مواهب شابة بجودة عالية بتكلفة أقل.

تجهت أندية مثل الهلال والنصر والقادسية ونيوم إلى ضخ مبالغ مالية كبيرة في تعاقدات، حيث ركز النصر على ضم عناصر تتمتع بالخبرة مثل فيليكس وكومان ومارتينيز، وهو توجه مشابه لما اتبعه القادسية ونيوم. في المقابل، استطاع الهلال الجمع بين الإنفاق المرتفع وتلبية الاحتياجات المستقبلية بضم الثنائي الشاب أكتشينيك وباتوييه.

اقرأ أيضًا: مفاجآت بالجملة.. قائمة سموحة الرسمية لمواجهة غزل المحلة في الدوري

على الجانب الآخر، تعاملت أندية مثل الأهلي والاتحاد مع الميركاتو بذكاء كبير، حيث فضلت إنفاق مبالغ أقل على لاعبين شباب بجودة عالية. على سبيل المثال، الاتحاد اكتفى بدفع حوالي 54 مليون يورو لثلاث صفقات شابة، رافضاً عرضاً بقيمة 70 مليون يورو لضم البرتغالي رودريجو مورا. هذا القرار وفر على النادي حوالي 16 مليون يورو، مع ضمان ضم عناصر شابة لتعويض النقص في المراكز المطلوبة، ما يعكس تخطيطاً دقيقاً.

الأهلي سار على النهج ذاته، معززاً خط الوسط بالثنائي الشاب ميلوت وأتانجانا، وخط الهجوم بالبرازيلي جونسالفيس. كما حقق النادي إيرادات من بيع لاعبين مثل البرازيليين ألكسندر وروبرتو فيرمينو والإسباني جابري فيجا، مما يبرهن على نجاح إداري كبير، خاصة بعد فوزه بلقب نخبة آسيا الموسم الماضي وافتتاح الموسم الجاري بكأس السوبر المحلي على حساب النصر.

اقرأ أيضًا: من سيتوج بطلاً؟ السعودية واليمن في نهائي كأس الخليج للشباب 2025.. الكشف عن الموعد والقنوات الناقلة للمواجهة المرتقبة.

تحديات الأندية السعودية: آمال الجماهير وضغوطات الألقاب

مع نهاية الميركاتو الصيفي الحافل، تزداد الضغوط والتحديات على الأندية السعودية، خصوصاً تلك التي أنفقت أموالاً طائلة لتدعيم صفوفها. هذه الضغوط تتضاعف مع ارتفاع سقف طموحات الجماهير وتطلعاتها لتحقيق الألقاب.

* النصر: يواجه النادي ضغوطاً هائلة، حيث ابتعد عن منصات التتويج لسنوات طويلة. جماهيره الغاضبة لن تقبل سوى بتحقيق بطولة كبرى واحدة على الأقل هذا الموسم.
* الهلال: بعد موسم صعب شهد خسارة ألقاب الدوري وكأس الملك ونخبة آسيا، سيكون الهلال مطالباً بمصالحة جماهيره العريضة، خاصة بعد استقطاب مجموعة مميزة من اللاعبين العالميين والمحليين.
* القادسية: أصبح فريقاً لا يقل قوة عن أندية النخبة بفضل استثماراته الكبيرة. جماهيره تحلم بتحقيق الألقاب، والخسارة القاسية أمام الأهلي بخمسة أهداف لهدف في نصف نهائي السوبر الأخير تركت حالة من الاحتقان لدى محبي النادي.

صحيح أن الأهلي والاتحاد سيواجهان ضغوطاً للحفاظ على الألقاب التي توجا بها الموسم الماضي، أو لتحقيق المراكز المتقدمة، لكنها قد لا تكون بنفس حدة الضغوط التي تواجه الأندية التي أنفقت بسخاء. ومع ذلك، لن تقبل جماهير جدة التي تنقسم بين عملاقي الكرة، الأهلي والاتحاد، سوى بالمنافسة على الألقاب واحتلال المراكز الأولى، نظراً لعراقة الناديين والتحديات الكبيرة التي تنتظرهما في المواسم القادمة.