سر كولر مع الأهلي.. كيف حوّل المدرب إحباط اللاعبين إلى فوز كاسح على القطن؟

في خطوة جريئة وغير متوقعة، كشف خالد الجوادي، مترجم المدرب السويسري مارسيل كولر، عن تفاصيل خطة نفسية نفذها المدير الفني السابق للنادي الأهلي لإخراج اللاعبين من حالة الإحباط الشديد بعد الهزيمة الثقيلة 5-2 أمام صن داونز الجنوب أفريقي بدوري أبطال أفريقيا. تضمنت الخطة اصطحاب الفريق إلى حديقة عامة، في قرار أثار دهشة البعض ولكنه كان يهدف إلى تعزيز الوحدة وكسر الضغوط، مما أسهم في تحول كبير بأداء الفريق لاحقًا.

خطة كولر لإعادة الروح بعد صدمة صن داونز

بعد الهزيمة القاسية بخمسة أهداف مقابل هدفين أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في دوري أبطال أفريقيا، وجد المدرب مارسيل كولر نفسه أمام تحدٍ كبير لإعادة بناء ثقة لاعبيه المنهارة. كشف خالد الجوادي أن كولر استشعر ضرورة القيام بشيء مختلف تمامًا لانتشال الفريق من حالة الإحباط العميق التي سيطرت عليه. فكر المدرب السويسري في خطوة “مجنونة وجريئة”، مؤكدًا حاجته إلى “جرأة” لتنفيذها. كانت الفكرة هي إبعاد اللاعبين عن أجواء الهزيمة المعتادة وخلق بيئة جديدة تساعدهم على تجاوز الصدمة النفسية.

مبادرة كولر الجريئة: من ملعب الهزيمة إلى الحديقة

أوضح الجوادي أن كولر اقترح اصطحاب اللاعبين في نزهة إلى حديقة عامة، وهو ما أثار استغراب المترجم نفسه الذي تساءل كيف يمكن “مكافأة” اللاعبين بعد خسارة بهذه الضخامة. لكن كولر رد بأنها ليست “مكافأة” بل ضرورة ملحة للاعبين للخروج من الحالة النفسية السيئة والشعور بأنهم “فريق واحد مع بعض”. أكد كولر للاعبين أنهم معًا في “الحلوة والمرة”، وأن ما سيحدث هو “اختبار حقيقي لكم”. وحذرهم من أن لوم بعضهم البعض سيؤدي إلى انهيار الفريق، مشيرًا إلى أنهم إما أن يبقوا فرقة واحدة أو ينهاروا وينتهي الموسم فعليًا بالنسبة لهم. هذه المبادرة كانت تهدف إلى تعزيز الروابط الداخلية وبناء روح الفريق مجددًا لمواجهة التحديات القادمة.

تضارب الآراء حول خطة الدعم النفسي للفريق

لم تكن خطة كولر النفسية تلقى قبولًا كاملاً في البداية. فقد وافق عليها الدكتور أحمد أبوالوفا، الطبيب النفسي للفريق، الذي وصفها بأنها “مفتاح الفوز بالبطولة”. على النقيض، أبدى سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة، رفضه الشديد للفكرة، معبرًا عن مخاوفه من رد فعل الإعلام والجمهور، وقال للجوادي: “أنت اتجننت، لو كملنا كده هنمشي قبل ما نرجع لمصر”. لتجاوز هذه العقبة، تعهد اللاعبون جميعًا بعدم تسريب تفاصيل الزيارة إلى وسائل الإعلام، وبالفعل التزموا بهذا الوعد. كانت الزيارة قصيرة، لم تتجاوز الساعة الواحدة، لكن تأثيرها كان عميقًا ومفاجئًا على معنويات الفريق.

النتائج المذهلة: تحول أداء اللاعبين بعد ساعة واحدة

بعد عودة اللاعبين من زيارة الحديقة، لاحظ الجوادي تحولًا جذريًا في حالتهم النفسية. اختفى الإحباط والاكتئاب الذي كان يسيطر عليهم، وبدا وكأنهم “فريق آخر” تمامًا، مليئًا بالطاقة والإيجابية. هذا التغيير السريع والملموس أثبت فعالية أفكار كولر غير التقليدية في التعامل مع الضغوط النفسية للاعبين. كانت الثقة التي زرعها المدرب في فريقه، بالإضافة إلى أفكاره الجديدة، هي الدافع الحقيقي وراء الأداء المذهل الذي قدمه الفريق لاحقًا. وبالفعل، فاز الأهلي على القطن الكاميروني بنتيجة كبيرة 4-0، في مباراة وصفها الجوادي بأنها “مباراة كبيرة”، مؤكدًا أنه أخبر طاهر محمد طاهر حينها: “والله لو كسبنا القطن، هنلعب النهائي”، وهو ما تحقق بفضل إيمان كولر الراسخ بفريقه وخططه غير المتوقعة.