رقم غير مسبوق.. أسعار الذهب تقفز لمستويات قياسية والسر في الفيدرالي الأمريكي

تذبذبت أسعار الذهب بالقرب من مستوياتها القياسية خلال تعاملات يوم الأربعاء، مدعومة بتوقعات قوية لخفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأسبوع المقبل. جاء هذا التفاؤل بعد صدور بيانات تضخم أميركية أضعف من التقديرات، مما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل بيئة اقتصادية متغيرة.

أسعار الذهب تقفز مدعومة بتوقعات خفض الفائدة

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.6%، لتصل إلى 3647.94 دولار للأونصة، وذلك في الساعة 2:18 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (18:17 بتوقيت غرينتش). هذا الارتفاع جاء بعد أن سجل الذهب أعلى مستوى قياسي له عند 3673.95 دولار يوم الثلاثاء. في سياق متصل، استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر عند 3682 دولاراً عند التسوية. لم تقتصر الارتفاعات على الذهب، بل شملت أيضًا معادن ثمينة أخرى شهدت صعودًا ملحوظًا:

بيانات التضخم الأميركية تضع ضغطًا على الاحتياطي الفدرالي

جاءت هذه التطورات في سوق أسعار الذهب العالمي بعد تراجع غير متوقع في أسعار المنتجين بالولايات المتحدة خلال شهر أغسطس. وقد عزت وزارة العمل الأميركية هذا الانخفاض إلى تراجع تكاليف الخدمات. يعزز هذا التباطؤ في مؤشر أسعار المنتجين التوقعات بأن الاحتياطي الفدرالي قد يتجه نحو تخفيف سياسته النقدية قريبًا.

أوضح محلل السوق في City Index وFOREX.com، فؤاد رزاق زادة، لوكالة رويترز، أن “أي ضعف إضافي في البيانات الأميركية من المتوقع أن يستمر في دعم الذهب، مع احتمالية إجراء أكثر من خفضين لمعدلات الفائدة قبل نهاية العام”. تتوقع الأسواق حاليًا احتمالاً بنسبة 90% لخفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الاحتياطي الفدرالي القادم يومي 16 و17 سبتمبر، حسب أداة FedWatch التابعة لـ CME. هذه التوقعات تتزايد بعد تقرير الوظائف غير الزراعية الضعيف الذي صدر الأسبوع الماضي، والذي أشار إلى تباطؤ في سوق العمل، بالإضافة إلى تخفيض وزارة العمل تقديرات نمو الوظائف حتى مارس.

جاذبية الذهب كملاذ آمن تتصاعد

في بيئة تتسم بانخفاض معدلات الفائدة وحالات عدم اليقين السياسي أو الاقتصادي، تزداد جاذبية الذهب بشكل كبير. يُعرف الذهب بأنه لا يدر عائدًا، لكن قيمته كمخزن للقيمة تبرز بوضوح عندما تتراجع عوائد الاستثمارات الأخرى أو تتزايد المخاطر الاقتصادية. هذا ما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا مفضلاً للمستثمرين الباحثين عن حماية رؤوس أموالهم من التضخم أو تقلبات الأسواق.

التحديات السياسية تلوح في الأفق وتأثيرها على الفدرالي

على صعيد آخر، أوقف قاضٍ فدرالي يوم الثلاثاء محاولة الرئيس الأميركي إقالة عضوة مجلس الاحتياطي الفدرالي، ليزا كوك، بشكل مؤقت. يُعد هذا القرار انتكاسة مبكرة للإدارة الأميركية ضمن معركة قانونية تهدد استقلالية الفدرالي، وقد يضيف هذا النوع من عدم اليقين السياسي طبقة إضافية من الدعم لأسعار الذهب.

ترقب مؤشر أسعار المستهلك وتوقعات الخبراء لسعر الذهب

تتجه أنظار الأسواق حاليًا نحو قراءة مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، والمقرر صدورها يوم الخميس، والتي تُعتبر حاسمة في تحديد موقف الاحتياطي الفدرالي من السياسة النقدية. وفي هذا السياق، قدم كبير المحللين في أكتيف تريدز، ريكاردو إيفانغليستا، رؤيته المستقبلية لأسعار الذهب. يرى إيفانغليستا أن “مستوى 3750 دولارًا يبرز كمستوى مقاومة مهم قادم، وقد يؤدي استقرار سعر الذهب فوق هذا المستوى إلى اقتراب المعدن النفيس من 3900 دولار بنهاية العام”. هذه التوقعات لأسعار الذهب تثير اهتمام المستثمرين الباحثين عن فهم أفضل لمسار المعدن الأصفر.