وداعًا لليالي الصيف الطويلة.. متى يتساوى الليل والنهار رسميًا مع الاعتدال الخريفي؟

يشهد العالم في الثاني والعشرين من سبتمبر يوم الاعتدال الخريفي، وهو اليوم الذي تعلن فيه فلكيًا ذروة فصل الخريف في نصف الكرة الشمالي، ويتساوى فيه طول الليل والنهار تمامًا على كوكب الأرض. يؤكد الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن هذا الحدث الفلكي يتكرر سنويًا، مبشرًا ببدء مرحلة جديدة من تغيرات الطقس.

موعد الاعتدال الخريفي وأهميته الفلكية

يصادف يوم الاثنين الثاني والعشرين من سبتمبر تاريخ الاعتدال الخريفي لهذا العام، وهو ما يمثل الذروة الفلكية لبداية فصل الخريف. في هذا اليوم، تتعامد أشعة الشمس بشكل مباشر على خط الاستواء، مما يؤدي إلى ظاهرة فريدة حيث يتساوى طول الليل والنهار على جميع أنحاء الكرة الأرضية، وهي ظاهرة مماثلة لما يحدث في الاعتدال الربيعي. ويشرح الدكتور أشرف تادرس، الأستاذ البارز في المعهد القومي للبحوث الفلكية، هذه التفاصيل التي تحدد بداية الفصل الجديد.

تأثير الاعتدال على تغير طول الليل والنهار

بعد يوم الاعتدال الخريفي مباشرة، تبدأ الأيام في نصف الكرة الشمالي بالتدريج في القصر، بينما يزداد طول الليل يومًا بعد يوم. تستمر هذه العملية حتى تصل إلى ذروتها في الثالث والعشرين من ديسمبر القادم، وهو موعد الانقلاب الشتوي فلكيًا، حيث يصبح الليل أطول ما يمكن والنهار أقصر ما يمكن في هذا الجزء من العالم. وفي المقابل، بينما يشهد نصف الكرة الشمالي الاعتدال الخريفي، يكون نصف الكرة الجنوبي في فترة الاعتدال الربيعي، حيث تبدأ الأيام هناك في الطول.

مدد فصول السنة الفلكية المحددة

أوضح تقرير صادر عن معهد الفلك مدة كل فصل من فصول السنة فلكيًا خلال الفترة القادمة، مقدمًا تفاصيل دقيقة حول بداياتها ونهاياتها. هذه المعلومات تساعد في فهم التوزيع الزمني لكل فصل فلكي.

حركة الشمس الظاهرية ودورة الأرض السنوية

يكشف تقرير مفصل من معهد الفلك أن ظاهرة الاعتدال الخريفي تتضمن حركة ظاهرية للشمس تتجه تدريجيًا نحو الجنوب بعد الانقلاب الصيفي. ينخفض ميل أشعة الشمس بشكل مستمر حتى يصل إلى الصفر حول يوم الثالث والعشرين من سبتمبر، وهو ما يجعل أشعة الشمس تتعامد على خط الاستواء. في هذا اليوم تحديدًا، يتساوى طول الليل والنهار مرة أخرى في كافة أرجاء الكرة الأرضية، حيث يشهد النصف الشمالي من الأرض فصل الخريف بينما يبدأ فصل الربيع في النصف الجنوبي. وتستمر هذه الحركة الظاهرية للشمس نحو الجنوب، مما يؤدي إلى نقصان ميل أشعتها على العمودي على سطح الأرض. هذا التغير يتسبب في أن يطول الليل ويقصر النهار في نصف الكرة الشمالي، بينما يحدث العكس تمامًا في نصف الكرة الجنوبي. تستمر هذه العملية حتى تصل الشمس إلى أقصى ميل لها نحو الجنوب، وهو ما يُعرف بالانقلاب الشتوي، حيث تتعامد أشعتها على مدار الجدي. بهذه الطريقة، تكون دورة الأرض حول الشمس قد اكتملت في فترة زمنية تُقدر بحوالي 365.25 يومًا.