نقاط محورية للإنقاذ.. كبير قاشا يكشف أبرز المداخل لانتشال قطاع التعليم من الأزمة

يشهد الدخول المدرسي لموسم 2025/2026 اضطرابًا واضحًا وتعثرًا ملحوظًا، حيث لم يتمكن غالبية التلاميذ من الالتحاق بفصولهم بعد، ومن التحق منهم يفتقر إلى لوازم الدراسة الأساسية. يعزى هذا الوضع، بحسب كبير قاشا، عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، إلى نقص حاد في المقررات الدراسية بالأسواق، إضافة إلى تراجع الدعم الحكومي للبرامج الموجهة للأسر.

أسباب التعثر: نقص المقررات وتراجع الدعم الحكومي

وصف كبير قاشا في حواره مع جريدة “أنفاس بريس” الدخول المدرسي لهذا العام بأنه يشهد ارتباكًا عميقًا. يعزى هذا التعثر بالأساس إلى عدم توفير كميات كافية من المقررات الدراسية لمختلف المستويات في الأسواق، مما يضع عبئًا إضافيًا على الأسر. كما انتقد قاشا بشدة تخلي الدولة عن برنامج “مليون محفظة”، الذي كان يوفر الدعم الضروري للعديد من التلاميذ ويساعد على تخفيف الأعباء المالية. هذا التراجع في الدعم الحكومي، تزامنًا مع ارتفاع المصاريف الدراسية، أرهق القدرة الشرائية للأسر المغربية، التي باتت تنظر إلى هذه النفقات كأعباء غير مبررة، خاصة في ظل تضاؤل الآمال المستقبلية وانحسار الرهان على التعليم كوسيلة فعالة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

اقرأ أيضًا: رسميًا: وداعًا لتأشيرة العمل.. السعودية تكشف عن شروط الحصول على الإقامة الدائمة بتسهيلات غير مسبوقة

تحديات الأطر التعليمية والنقل المدرسي

إلى جانب مشاكل توفر الكتب، أشار كبير قاشا إلى أن حركية الموظفين في قطاع التعليم لم تستكمل إجراءاتها بشكل يضمن استقرار الأطر التربوية والإدارية، مما يؤثر سلبًا على سير العملية التعليمية في المدارس. وفي سياق متصل، تواجه خدمة النقل المدرسي في المناطق القروية والنائية تحديات كبيرة، حيث يتعمد المشرفون عليها تأخير إطلاقها في الأيام الأولى من شهر سبتمبر. يعتبرون هذه الأيام فترة للتحسيس والتعارف، ويهدفون من خلال هذا التأخير إلى ترشيد نفقاتهم، خاصة وأن هذا المرفق الحيوي يعتمد بشكل كبير على الإحسان العمومي والمنح المتقلبة، بالإضافة إلى مساهمات الأسر محدودة الدخل. هذا الوضع يحرم العديد من تلاميذ القرى من حقهم في الوصول المنتظم إلى مدارسهم ويؤثر على بداية موسمهم الدراسي.

إجراءات التسجيل والمؤسسات الداخلية: واقع مرير

لا تقتصر المشكلات على الجانب المادي والإداري، بل تمتد لتشمل إجراءات التسجيل وإعادة التسجيل واستقبال الانتقالات ومعالجة الاستعطافات. حيث تتم هذه الإجراءات بأساليب قديمة تعتمد على طاقم إداري متواضع، لا يستطيع تلبية الاحتياجات المتزايدة في وقت معقول، مما يفاقم حالة الارتباك ويؤخر التحاق التلاميذ. كما أن غياب الحوافز والشغف لدى التلاميذ، خصوصًا في المستويات العليا، للعودة إلى مقاعد الدراسة يعكس عمق المشكلة، حيث يرى قاشا أن الفصول الدراسية أصبحت طاردة ولا يوجد ما يجذب إليها الطلاب. وفيما يتعلق بالداخليات والمؤسسات الخيرية التابعة للمؤسسات التعليمية، فقد أصبحت رهينة لشركات المطعمة التي تسلمت تدبيرها في إطار خوصصة القطاع. هذه الشركات، التي تهتم أساسًا بتعظيم أرباحها، غالبًا ما تؤخر استقبال النزلاء. ولا يزال تأهيل وترميم هذه المؤسسات يواجه تباطؤًا من المقاولين، مما يؤدي إلى استمرار الأعمال الإنشائية لأيام طويلة من كل موسم دراسي، ويعطل استقرار التلاميذ الداخليين ويؤثر على جودة حياتهم الدراسية.

اقرأ أيضًا: عاجل تأجيل بعض اختبارات الدور الثاني 2025 إلى سبتمبر المقبل

حلول مقترحة لإنقاذ الموسم الدراسي وتحسين جودة التعليم

للتغلب على هذه التحديات الجسيمة، يرى كبير قاشا أن إصلاح المنظومة التعليمية يتطلب إرساء ديمقراطية حقيقية تمكن التعليم من أداء مهمته التنموية المنشودة. ولهذا، يقترح مجموعة من الحلول العاجلة والجذرية لانتشال القطاع من واقعه الحالي، تشمل ما يلي:

  • توفير منح دراسية كافية لكل أطفال العالم القروي دون استثناء، لضمان تكافؤ الفرص التعليمية والحد من الهدر المدرسي.
  • تسقيف عدد التلاميذ في القاعات الدراسية بحد أقصى 30 تلميذًا وتلميذة حاليًا، مع التخطيط لمراجعة هذا الرقم مستقبلًا لتوفير بيئة تعليمية أفضل.
  • توفير العدد الكافي من الأطر التربوية والإدارية لضمان سير العمل بكفاءة وتحسين جودة التدريس.
  • إقرار مجانية الكتب المدرسية لجميع التلاميذ، للتخفيف عن كاهل الأسر ودعم حق الوصول للتعليم.
  • توحيد المقررات الدراسية بين التعليم العمومي والخصوصي، لتحقيق العدالة التعليمية وتقليل الفوارق.
  • القطع بشكل نهائي مع الأقسام المشتركة، التي تحرم الأطفال من حقهم الكامل في التمدرس وتحد من كفاءة العملية التعليمية.
  • استكمال جميع العمليات المرتبطة بانتشار الموارد البشرية للوزارة، وكذلك تسجيل وإعادة تسجيل التلاميذ، في شهر يوليو من كل عام، لتجنب الارتباك بداية الموسم الدراسي.
  • توفير بنى تحتية تعليمية ملائمة وكافية، لا تقتصر على كونها مجرد “مكعبات إسمنتية” للحفظ والتلقين، بل فضاءات حقيقية تدعم النمو الفكري والنفسي والبدني للمتعلمين، وتوفر إمكانات القراءة، اللعب، الترفيه، الانفتاح على المحيط، الفنون، التثقيف، التجريب، المعرفة، والرياضة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. 6 فئات تُجدد إقاماتها مجانًا في السعودية بدءًا من العام المقبل