قرار مفاجئ يخص لوحات السيارات.. هذه المدن لا تشترط تركيب اللوحة الأمامية | ما السبب الخفي؟
تشهد العديد من الولايات الأمريكية جدلاً متصاعداً حول إلزامية تثبيت لوحات الترخيص الأمامية للسيارات. فبينما تسعى بعض الولايات إلى إلغائها لدواعٍ مالية وجمالية وتوافقاً مع تقنيات السيارات الحديثة، تتمسك ولايات أخرى بها مؤكدة على أهميتها في دعم جهود الشرطة وتحصيل الإيرادات، مما يخلق انقساماً تشريعياً مستمراً.
أسباب التوجه لإلغاء لوحات السيارات الأمامية
تتعدد الأسباب التي تدفع بعض الولايات الأمريكية نحو التخلي عن شرط تثبيت اللوحات الأمامية للمركبات، وفي مقدمتها الاعتبارات المالية. إصدار لوحة ترخيص واحدة بدلاً من اثنتين يساهم بشكل مباشر في خفض التكاليف التشغيلية على سلطات الولاية، كما يوفر على مالكي السيارات أعباء مالية إضافية. حتى أن التاريخ يشهد لجوء ولايات مثل بنسلفانيا إلى هذا النظام بشكل مؤقت خلال فترات الحروب، مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، بهدف توفير المعادن، واستمرت في العمل بنظام اللوحة الواحدة منذ ذلك الحين.
جانب آخر مهم يعود إلى تفضيلات السائقين وشركات تصنيع السيارات، حيث يفضل الكثيرون الحفاظ على المظهر الأنيق للمصد الأمامي دون لوحة معدنية قد تشوه التصميم. علاوة على ذلك، فإن مضاعفة إنتاج اللوحات يترتب عليه المزيد من الانبعاثات الكربونية والأثر البيئي السلبي.
مع التطور المتسارع لأنظمة السلامة ومساعدة السائق المتقدمة، مثل أنظمة التحذير من الاصطدام أو الكبح التلقائي، أصبحت اللوحة الأمامية تشكل عائقاً محتملاً أمام عمل حساسات وكاميرات السيارة بدقة. قد يؤدي حجب جزء من هذه المستشعرات بواسطة اللوحة إلى أعطال وظيفية أو الحاجة إلى إصلاحات مكلفة.
الأهمية الأمنية والاقتصادية للوحات الأمامية
في المقابل، لا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي تلعبه اللوحات الأمامية في دعم عمل الأجهزة الأمنية. فهي توفر لضباط الشرطة، وكذلك للشهود، فرصة إضافية للتعرف على بيانات المركبة بشكل سريع وواضح عند وقوع حوادث مرورية أو جرائم. وجود اللوحة في مقدمة السيارة يضاعف فرص تحديد هوية المركبة مقارنة بالاعتماد على اللوحة الخلفية وحدها.
كما تعتمد العديد من شركات قراءة اللوحات الأوتوماتيكية وأنظمة الكاميرات المرورية بشكل كبير على وجود لوحتين لتسجيل المخالفات المرورية أو تحصيل رسوم الطرق. هذا النظام يشكل مصدراً مالياً إضافياً مهماً للولايات، مما يجعل التخلي عن اللوحة الأمامية يمثل خسارة محتملة في الإيرادات الحكومية.
اللوحات الرقمية وتأثيرها على مستقبل ترخيص المركبات
في خطوة نحو التحديث، بدأت بعض الولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وميشيغان في تطبيق نظام اللوحات الرقمية للسيارات. هذه اللوحات الحديثة، لأسباب تقنية، تُستخدم حالياً في الجزء الخلفي من المركبة فقط، بينما تظل اللوحة الأمامية معدنية تقليدية أو ملصقاً في حال كانت الولاية تُلزم بوجودها.
حتى اليوم، ما زالت واشنطن العاصمة و29 ولاية أمريكية أخرى تشترط على المركبات تثبيت اللوحات الأمامية والخلفية معاً. ومع ذلك، هناك توجه متزايد لدى ولايات أخرى نحو التخفيف من هذا الشرط أو إلغائه بالكامل. يشير ذلك إلى انقسام مستمر في الرؤى التشريعية، حيث يحاول مشرعون في ولايات مثل بنسلفانيا إعادة اللوحة الأمامية، بينما يسعى آخرون في فرجينيا إلى إلغائها نهائياً، مما يؤكد أن النقاش حول مستقبل لوحات ترخيص السيارات ما زال مستمراً.