هل تتغير خريطة القوى؟.. منتخب كاب فيردي يكتب تاريخًا جديدًا على أنقاض الكاميرون.. نهاية حقبة للأسود؟

خطت كاب فيردي، الأرخبيل الأفريقي الصغير، خطوة عملاقة نحو تحقيق حلمها التاريخي بالتأهل إلى كأس العالم 2026، وذلك بعد فوزها المثير على منتخب الكاميرون. هذا الانتصار وضعها في موقف متقدم ضمن التصفيات، وأشعل آمال الجماهير بفرصة الظهور الأول في المحفل الكروي الأكبر عالميًا.

مسيرة كاب فيردي الكروية: من الصعوبات إلى الإنجازات

لم تكن كاب فيردي دائمًا قوة كروية تُحسب لها حسابات في أفريقيا. فقبل نحو خمسة عشر عامًا، كان منتخبها يفتقر إلى القدرة التنافسية الكافية، حيث خرج من دور المجموعات في تصفيات كأس العالم وكأس أمم أفريقيا عام 2010، مما عكس صعوبة البدايات التي واجهتها الكرة في هذا البلد.

تحول تاريخي: أول تأهل لكأس الأمم الأفريقية

بدأت ملامح التغيير تظهر في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012. رغم الأداء الجيد واحتلال المركز الثاني خلف مالي برصيد عشر نقاط، لم يتمكن المنتخب من التأهل حينها بسبب فارق المواجهات المباشرة. لكن هذا لم يكسر العزيمة. ففي العام التالي، حققت كاب فيردي إنجازًا غير مسبوق بتخطيها مدغشقر بنتيجة 7-1 في مجموع المباراتين. وفي الدور النهائي، واجهت منتخب الكاميرون القوي، وتمكنت من قلب التوقعات بفوزها 2-0 ذهابًا. وفي الإياب، سجلت هدفًا مبكرًا جعل مهمة الكاميرون شبه مستحيلة، لتتأهل كاب فيردي لأول مرة في تاريخها إلى كأس أمم أفريقيا 2013. واصلت كاب فيردي مفاجآتها في البطولة، حيث تجاوزت دور المجموعات قبل أن تودع المنافسات من ربع النهائي أمام غانا.

صدمة تصفيات كأس العالم 2014 وحلم يتجدد

تلقى حلم كاب فيردي في التأهل لكأس العالم ضربة قاسية في تصفيات 2014. فبعد بداية واعدة بفوز على تونس، تبدد الأمل فجأة بسبب قرار إلغاء الفوز إثر إشراك لاعب موقوف، مما أفقدهم فرصة تاريخية. ومع ذلك، لم تستسلم كاب فيردي، ونجحت في التأهل لكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات إضافية، حيث وصلت إلى دور الستة عشر في نسخة 2021 وربع النهائي في نسخة 2023، لتؤكد مكانتها المتنامية في كرة القدم الأفريقية وتواصل سعيها لتحقيق حلم التأهل للمونديال.

كاب فيردي على بعد خطوات من مونديال 2026

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآن إلى كاب فيردي وهي تقترب أكثر من أي وقت مضى من التأهل إلى كأس العالم 2026. فقد حقق المنتخب خمسة انتصارات متتالية، بدءًا من ليبيا وصولًا إلى الانتصار الحاسم الأخير على الكاميرون. وفي المباراة التي أقيمت في برايا، كانت الأجواء احتفالية لدرجة أن المؤسسات الحكومية في جزيرة سانتياجو أغلقت أبوابها لتمكين الجماهير من حضور هذا الحدث التاريخي. هدف دايلون ليفرامينتو في الشوط الثاني كان كافيًا لكتابة فصل جديد في مسيرة كاب فيردي، حيث بات المنتخب يحتاج إلى ثلاث نقاط فقط في أكتوبر المقبل لتأكيد تأهله إلى المونديال، في إنجاز سيكون الأول من نوعه لهذا الأرخبيل الطموح.