موقف غريب من غوغل.. غياب اللغة العربية عن تحديث الذكاء الاصطناعي للشركة يثير تساؤلات الملايين

أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق وضع الذكاء الاصطناعي في محرك بحثها ليشمل خمس لغات جديدة هي الهندية والإندونيسية واليابانية والكورية والبرتغالية البرازيلية. لكن اللافت في هذا التحديث كان الغياب التام للغة العربية عن القائمة، مما أثار تساؤلات واسعة بين المستخدمين العرب حول أسباب هذا الاستثناء. يأتي هذا القرار في ظل تزايد الاعتماد العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث اليومية.

ما هو وضع الذكاء الاصطناعي في بحث جوجل؟

يمثل وضع الذكاء الاصطناعي (AI Mode) نقلة نوعية في تجربة البحث عبر جوجل، حيث يتجاوز عرض الروابط التقليدية ليقدم إجابات شاملة ومباشرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. يعتمد هذا الوضع على نماذج “جيميني” المتطورة من جوجل، ويستخدم تقنيات متقدمة مثل تفكيك الاستعلامات المعقدة إلى تساؤلات فرعية ودمج الإجابات في رد واحد مترابط وسهل الفهم. ما يميز هذه التجربة أيضًا هو إتاحتها للمستخدمين التفاعل وطرح أسئلة متابعة، لتصبح أقرب إلى محادثة مع مساعد افتراضي متطور يقدم معلومات دقيقة.

اقرأ أيضًا: شاهد المجهول لأول مرة.. نزل تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي 2025 واستكشف كنوز العالم الخفية بجودة HD فائقة من منزلك.

مزايا البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي وتأثيراته

شهد وضع الذكاء الاصطناعي مؤخرًا دمج نموذج “جيميني 2.5 برو” وإضافة ميزات جديدة مثل “البحث العميق” (Deep Search)، مما جعل النتائج أكثر دقة وملاءمة لاستفسارات المستخدمين. كما توفر جوجل ميزة “نظرات الذكاء الاصطناعي” (AI Overviews) التي تمنح ملخصًا واضحًا ومباشرًا أعلى نتائج البحث التقليدية. هذه الإمكانات تهدف إلى منح المستخدمين تجربة بحث أسرع وأكثر وضوحًا في الوصول إلى المعلومات المطلوبة. إلا أن هذه الميزة تثير في الوقت نفسه قلق أصحاب المواقع الإلكترونية من انخفاض زياراتهم، وذلك لتلقي المستخدمين الإجابات مباشرة من الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لزيارة المصادر الأصلية.

اللغة العربية: لماذا لم تشملها تحديثات الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من الانتشار الواسع للمتحدثين باللغة العربية على الإنترنت والنمو المتسارع للمحتوى العربي الرقمي، لم تتمكن اللغة العربية بعد من الدخول ضمن قائمة اللغات المدعومة في وضع الذكاء الاصطناعي من جوجل. يرجح الخبراء أن السبب يعود إلى التعقيدات اللغوية الكبيرة للغة العربية وصعوبة بناء نماذج ذكاء اصطناعي دقيقة تعكس التنوع الواسع في المصطلحات والسياقات المحلية واللهجات المختلفة. هذا التأخر في دعم اللغة العربية يضع المستخدمين العرب أمام خيار الاعتماد على النسخة الإنجليزية من الميزة، وهو ما يحد من الفائدة ويقلل من فرص الاستفادة الكاملة من التطورات التي تقدمها جوجل في مجال البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي. من الواضح أن دعم اللغة العربية في مثل هذه الأدوات أصبح ضرورة ملحة، حيث سيعزز تمكين المستخدم العربي من البحث بلغته الأم حضور العربية رقميًا ويواكب التحولات التقنية العالمية.

اقرأ أيضًا: لأول مرة منذ سنوات.. سامسونج تخطف الصدارة من أبل في عقر دارها