انطلاق استثنائي.. مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفتتح دورته السادسة بالوثائقي «ناجي العلي»

يستضيف مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) دورته السادسة في لاهاي خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر الجاري، ويفتتح فعالياته بالفيلم الوثائقي “ناجي العلي” للمخرج قاسم عبد. يعد هذا الاختيار احتفاءً بمسيرة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأيقوني، ويؤكد على رؤية المهرجان في تقديم أعمال سينمائية ذات قيمة فنية وإنسانية عميقة.

“ناجي العلي”: مسيرة فنان أيقوني

يتتبع الفيلم الوثائقي “ناجي العلي” سيرة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير، منذ ميلاده في الجليل وحتى اغتياله في لندن عام 1987. يستعرض العمل العوامل التي صقلت شخصية العلي الفنية وكيف واجه تحديات قاسية مثل المضايقات والتهجير والمنفى والإرهاب. كما يبرز الفيلم كيف أصبحت أعمال ناجي العلي الفنية مرآة صادقة تعكس آمال ومعاناة ملايين الفلسطينيين في الشتات، ليظل صوته الفني خالدًا.

اقرأ أيضًا: ظهور نادر.. مسرحية “أم كلثوم” تعود إلى الأضواء الشهر المقبل وتوعد بسحر صوت “الست”

الاحتفاء بقيم الفن والإنسانية في مهرجان MENA

علقت وفاء مراس، المديرة الفنية لمهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على اختيار فيلم “ناجي العلي” ليلة الافتتاح، مؤكدة أن برمجة الأفلام تتوافق بدقة مع رؤية المهرجان الرامية لتقديم أعمال سينمائية تحمل قيمة فنية وإنسانية عالية. وأوضحت أن هذا الاختيار ليس مجرد احتفاء بمسيرة فنان استثنائي، بل هو رسالة وفاء لقوة الفن في مواجهة النسيان والدفاع عن قضايا الحرية والعدالة. وأضافت مراس أن الفيلم يكرم فنانًا جسّد من خلال أعماله شجاعة الدفاع عن الحقوق الإنسانية بصوت إبداعي خالد.

السينما جسر للحوار حول قضايا الهجرة والهوية

من جانبه، أكد مصطفى بربوش، رئيس مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حرص المهرجان على أن يكون فضاءً يحتفي بالإبداع ومنبرًا يتيح للمخرجين التعبير عن رؤاهم وتجاربهم. وأشار إلى أن هذه الدورة تسلط الضوء على قضايا الهجرة باعتبارها من أبرز التحديات الراهنة عالميًا، إيمانًا بأن السينما قادرة على مقاربة هذه القضايا بعمق إنساني يرسخ قيم التعايش والحوار بين الثقافات.

اقرأ أيضًا: تصريح جريء.. فريدة سيف النصر تهاجم فنانين يسيئون للمهنة بحثًا عن التريند

دعم الشباب السينمائي وإثراء المشهد الثقافي

أوضح بربوش أن تنظيم المهرجان سنويًا ليس مجرد احتفاء بالسينما، بل هو مشروع ثقافي مستدام يستهدف الشباب الهولنديين من أصول شمال إفريقية وشرق أوسطية بشكل خاص. ويهدف المهرجان إلى تمكين هؤلاء الشباب من أدوات التعبير السينمائي، وتشجيعهم على تحويل تجاربهم وذاكرتهم المتعددة إلى مادة فنية تثري المشهد الثقافي الهولندي والأوروبي. وأضاف أن دعم الشباب في خوض غمار الكتابة السينمائية والإخراج والإنتاج يساهم في بناء جيل جديد قادر على سرد قصصه الخاصة وكسر الصور النمطية، مبرزًا ثراء الهويات المتعددة التي يحملونها.

أهداف مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يسعى مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

اقرأ أيضًا: تخلص من المساعد الصوتي.. خطوات سهلة لـ إيقاف تشغيل مساعد غوغل على كل أجهزتك

  • الاحتفاء بأصوات وإبداعات سينمائيي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك إبداعات أبناء الشتات العربي والمغاربي في أوروبا.
  • فتح نوافذ جديدة للحوار حول قضايا الهوية والحرية والمنفى والعدالة والتنوع الثقافي من خلال عروض الأفلام والنقاشات وورش العمل.
  • عرض أفلام سينمائية مستقلة تعبر عن واقع المنطقة بعيدًا عن الصور النمطية السائدة.
  • تمكين صناع الأفلام من خلق حوار حي بين الثقافات المختلفة عبر فن السينما.
  • ربط صناع الأفلام بشبكات الإنتاج والتوزيع الأوروبية، وخلق مساحات للحوار والنقد مع مانشيت.
  • إشراك المؤسسات الثقافية والتعليمية لدعم جيل جديد من المبدعين في المجال السينمائي.