شهدت مدينة صبراتة الليبية، غرب البلاد، اشتباكات مسلحة وعنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، من بينهم طفل بريء. مصادر طبية ليبية أكدت مقتل عدد من المسلحين وإصابة آخرين، نتيجة للاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس بين ميليشيا محلية وتشكيل مسلح قادم من مدينة الزاوية. تأتي هذه الأحداث الدموية بعد ساعات من مقتل أحد المسلحين من الزاوية، ما أشعل فتيل العنف في المدينة.
صلاة العيد تلغى وهجوم على مصيف “العمو”
في تطور صادم، أشارت مصادر خاصة لـ”مانشيت” إلى إلغاء صلاة عيد الأضحى المبارك في صبراتة بسبب استمرار الاشتباكات العنيفة. تشهد المدينة استخداماً مكثفاً للأسلحة المتوسطة والثقيلة، خصوصاً بعد الهجوم الذي استهدف مصيف “ليبرتون”، وهو موقع حيوي يقع تحت سيطرة قائد الميليشيا الشهير أحمد الدباشي، المعروف بلقب “العمو“. الهجوم أسفر عن إشعال النيران في مرافق المصيف، ما زاد من حدة التوتر والفوضى.
شاهد فيديو.. هروب المهاجرين من قلب الاشتباكات
في مشهد يعكس حجم الفوضى التي اجتاحت صبراتة، تداول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثراً. يظهر الفيديو هروب أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين من أماكن توقيفهم بالمدينة، في محاولة يائسة للنجاة بأنفسهم من نيران الاشتباكات المشتعلة.
نداء عاجل من الهلال الأحمر لحماية المدنيين
أمام هذا التصعيد الخطير، وجه فرع الهلال الأحمر الليبي في صبراتة نداءً عاجلاً وحاسماً للسكان. ناشد الهلال الأحمر المواطنين التزام منازلهم والابتعاد عن مناطق الاشتباكات المسلحة، حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم. كما حذر البيان من الخطر المحدق بالمدنيين، مؤكداً على ضرورة قصوى لحماية أرواح المواطنين الليبيين في هذه الظروف العصيبة.
الأطراف المتصارعة.. صراع السيطرة وتجارة المخدرات
تدور رحى هذه الاشتباكات بين فصيلين مسلحين رئيسيين. الأول هو ميليشيا “العمو” التي تُعرف بتورطها في تجارة المخدرات. أما الطرف الثاني فهو ميليشيا “الفار”، التي تنشط في مدينة الزاوية، وتُتهم بالتورط في عمليات تهريب الغاز والنفط، فضلاً عن نشاطها في تجارة المخدرات أيضاً. هذا الصراع يعكس طبيعة الصراعات المسلحة في المنطقة ومدى تداخلها مع الأنشطة غير المشروعة.
“العمو” يتعهد بفضح مهربي المهاجرين: ما حدث لا يمكن السكوت عليه!
في أعقاب الأحداث المتوترة التي شهدتها صبراتة، ظهر أحمد الدباشي، الملقب بـ”العمو“، في مقطع فيديو متداول. أعلن الدباشي بوضوح عن عزمه على فضح جميع الأطراف المتورطة في عمليات تهريب المهاجرين داخل المدينة. وفي تصريح ناري، قال الدباشي في الفيديو: “سأكشف بالأسماء كل من شارك في هذا الملف القذر، من أفراد وجهات. ما حدث اليوم لا يمكن السكوت عليه“. هذا التعهد يثير تساؤلات حول طبيعة المعلومات التي يمتلكها “العمو” وتأثيرها المحتمل على ملف الهجرة غير الشرعية في ليبيا.