أزمة مستمرة.. ريال مدريد يرفض التصالح مع منظمي الكرة الذهبية ويتمسك بالمقاطعة.

رفض نادي ريال مدريد الإسباني بشكل قاطع محاولات مجلة “فرانس فوتبول” المنظمة لجائزة الكرة الذهبية لإنهاء الخلاف القائم بين الطرفين، مؤكداً استمرار موقفه الرافض للمصالحة بعد غيابه اللافت عن حفل العام الماضي. يأتي هذا القرار الحاسم قبل أسابيع قليلة من موعد حفل توزيع جوائز موسم 2024-2025، وسط ترقب واسع لمستقبل العلاقة بين النادي الملكي والجائزة الأعرق في كرة القدم العالمية.

خلاف ريال مدريد وفرانس فوتبول: جذوره وأسباب الغياب الماضي

تتجدد فصول الأزمة بين ريال مدريد ومجلة “فرانس فوتبول”، التي تعود بجذورها إلى حفل الكرة الذهبية للعام الماضي (2023-2024)، حين ألغت إدارة النادي الملكي سفر بعثتها إلى باريس لحضور الحفل. جاء هذا القرار المفاجئ بعد ساعات قليلة من تحرك البعثة، إثر علم النادي أن نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور قد خسر الجائزة لصالح الإسباني رودري، لاعب مانشستر سيتي. أثار هذا الانسحاب ضجة كبيرة وصدمة في الأوساط الكروية، نظراً للمكانة التاريخية لريال مدريد وارتباطه الوثيق بالكرة الذهبية.

جوائز لم تسلم: أزمة كارلو أنشيلوتي ونجوم ريال مدريد

لم يقتصر تأثير الخلاف على فينيسيوس جونيور، بل امتد ليشمل العديد من نجوم الفريق ومدربه. كان عدد من لاعبي ريال مدريد مرشحين لجوائز مختلفة في تلك النسخة، بالإضافة إلى المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، الذي توج بجائزة أفضل مدرب لموسم 2023-2024. ولكن، بسبب التوتر القائم بين النادي والجهة المنظمة، لم يتسلم أنشيلوتي الكأس المخصصة له على الإطلاق، ليظل المكان المخصص لها في متحفه الشخصي فارغًا، في واقعة فريدة تعكس عمق الأزمة.

تضمنت قائمة المرشحين من ريال مدريد لاعبين بارزين قدموا أداءً لافتاً في ذلك الموسم، وهم:

• داني كارفخال
• جود بيلينغهام
• توني كروس
• فينيسيوس جونيور
• الحارس تيبو كورتوا

تسبب عدم حضور النادي في حرمان هؤلاء النجوم من الاحتفال بترشيحاتهم، ومع أن أنشيلوتي حصد جائزة أفضل مدرب، إلا أن الخلاف حرمه من لحظة التكريم الرسمي وتسلم الكأس.

تاريخ عريق وموقف حازم: ريال مدريد والكرة الذهبية

يحتل ريال مدريد مكانة بارزة في تاريخ جائزة الكرة الذهبية، حيث يمتلك النادي الملكي ثاني أكبر عدد من الجوائز للرجال، بواقع اثنتي عشرة كرة ذهبية. يعد هذا الرقم القياسي إنجازًا يفوق أي فريق آخر، وقد نال هذه الجائزة المرموقة بالقميص الأبيض نجوم كبار مثل ألفريدو دي ستيفانو، ولويس فيغو، ورونالدو نازاريو، وكريستيانو رونالدو، ولوكا مودريتش، وكريم بنزيما. هذا الإرث العظيم يضفي بعداً إضافياً على أهمية غياب النادي عن حفل الجائزة، ويبرز حجم الصدمة التي أثارها قراره.

فشل جهود المصالحة: استمرار التوتر قبل حفل 2024-2025

في الأشهر الأخيرة، سعت إدارة مجلة “فرانس فوتبول” جاهدة لإعادة بناء جسور العلاقة مع ريال مدريد وإنهاء هذا الصدام. سافر وفد من المجلة الفرنسية إلى العاصمة الإسبانية مدريد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يضمن حضور النادي الملكي حفل توزيع جوائز موسم 2024-2025، المقرر إقامته في الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري. إلا أن هذه الاجتماعات باءت بالفشل، ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية، مما يؤكد استمرار التوتر بين الطرفين. تشير التقارير الحالية إلى أن ريال مدريد لا يخطط للحضور هذا العام أيضاً، خاصة مع المؤشرات التي ترجح انحصار المنافسة على الجائزة بين عثمان ديمبيلي نجم باريس سان جيرمان ولامين يامال نجم برشلونة، مما يجعل قرار عدم المشاركة أكثر سهولة لإدارة النادي.

غموض المعايير وتدهور العلاقات: خلفية أزمة ريال مدريد واليويفا

لا يزال الغموض يكتنف ما حدث في النسخة الماضية من وجهة نظر ريال مدريد، خاصة فيما يتعلق بأسباب تغيير طريقة احتساب النقاط وبعض المعايير التي اعتمدتها “فرانس فوتبول”. يضاف إلى ذلك دخول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا” على الخط منذ النسخة السابقة، بعد أن أصبحت جوائزه المعتادة التي كانت تكرّم الأفضل في المسابقات الأوروبية جزءًا من الماضي. هذا التطور لم يسهم في توضيح الصورة، بل زاد من تعقيد الموقف، في ظل تدهور العلاقات المؤسسية القائمة بين النادي الملكي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو ما قد يؤثر على مستقبل تفاعل ريال مدريد مع الجوائز الكروية الكبرى.