رائدة في عالم السيارات.. تعرف على هيلين روثر: أول امرأة تصبح مصممة سيارات في تاريخ الصناعة.
هيلين روثر، اسمٌ رائد في عالم تصميم السيارات، حيث كانت أول امرأة تنضم إلى فريق التصميم الداخلي لشركة جنرال موتورز في ديترويت عام 1943. كرّست روثر موهبتها لتصميم الديكورات الداخلية للسيارات، تاركةً بصمة لا تُمحى في هذا المجال الذي كان حكراً على الرجال، بالإضافة إلى إبداعاتها في الأثاث والمجوهرات.
هيلين روثر: الرائدة الأولى في تصميم السيارات
في عام 1943، سطّرت هيلين روثر تاريخاً جديداً بانضمامها إلى جنرال موتورز، لتصبح أول مصممة سيارات أنثى. لم يقتصر إبداعها على داخل السيارات الفاخرة فحسب، بل امتدت موهبتها الفنية لتشمل مجالات متنوعة عكست ذوقها الرفيع ورؤيتها الشاملة للتصميم. من أبرز هذه المجالات التي عملت بها:
- تصميم الديكورات الداخلية للسيارات
- تصميم الأثاث
- تصميم المجوهرات
- تصميم إكسسوارات الموضة
- تصميم النوافذ الزجاجية المعشقة
نشأة هيلين روثر وتكوينها الفني
ولدت هيلين روثر في مدينة لايبزيج الألمانية، حيث بدأت رحلتها الفنية مبكراً. تلقت تعليمها في مدرسة الفنون التطبيقية بمدينة هامبورج، ثم صقلت موهبتها في مؤسسات عريقة مثل باوهاوس فايمار، الذي نشط بين عامي 1919 و1925، وفي باوهاوس ديساو خلال الفترة من 1926 إلى 1932. هذه الخلفية الأكاديمية القوية زودتها بأسس متينة في التصميم والفن، ومهدت لها الطريق نحو مسيرة مهنية استثنائية.
قبل انضمامها لقطاع السيارات، انتقلت روثر إلى باريس، حيث برعت في تصميم المجوهرات الراقية. اشتهرت بشكل خاص بدبابيس الحيوانات المصغرة التي كانت تلقى رواجاً كبيراً بين النساء، حيث كن يرتدينها على القبعات والفساتين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1932، رُزقت روثر بابنتها إينا آن روثر، التي أصبح والدها لاحقاً ناشطاً في المقاومة الفرنسية ومطارداً لسنوات طويلة.
رحلة النجاة من ويلات الحرب إلى نيويورك
مع تصاعد وتيرة الحرب العالمية الثانية واحتلال النازيين لفرنسا، اضطرت هيلين روثر للفرار برفقة ابنتها إينا، التي كانت تبلغ من العمر سبع سنوات آنذاك. اتجهتا إلى مخيم للاجئين في شمال أفريقيا، حيث أمضتا أربعة أشهر عصيبة قبل أن تتمكنا من العثور على سبيل للوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وصلت الأم وابنتها إلى مدينة نيويورك في الحادي عشر من أغسطس عام 1941، لتبدأ فصلاً جديداً في حياتهما بعيداً عن أهوال الحرب.
مسيرة مهنية رائدة في جنرال موتورز والتحديات
في نيويورك، بدأت روثر مسيرتها المهنية الجديدة كرسامة لشركة مارفل كوميكس الشهيرة. لكن شغفها الأكبر بالتصميم قادها نحو مدينة ديترويت بولاية ميشيغان في عام 1943، حيث التحقت بفريق التصميم الداخلي لشركة جنرال موتورز. كانت مسؤولياتها واسعة ومتنوعة، شملت جوانب دقيقة وحيوية في تصميم مقصورة السيارة. من أبرز المهام التي أوكلت إليها:
- اختيار ألوان التنجيد والأقمشة
- تصميم الإضاءة الداخلية
- تفاصيل مقابض وأدوات الأبواب
- بناء وتصميم المقاعد
على الرغم من إنجازاتها الريادية كأول مصممة سيارات في ديترويت، واجهت روثر تحديات كبيرة تمثلت في التقليل من شأنها في ذلك الوقت. كانت تحصل على راتب شهري قدره 600 دولار أمريكي، وهو مبلغ وإن كان جيداً، إلا أنه كان يعكس جزءاً من التمييز الذي واجهته النساء في تلك الحقبة. للمقارنة، كان متوسط أجر الرجل في ذلك الوقت حوالي 200 دولار أمريكي، مما يبرز أنها كانت من النساء القليلات اللاتي تمكنّ من النجاح في أدوار “ذكورية” تقليدية، في عصر كانت فيه الغالبية العظمى من النساء تكافح حتى لرؤية فرص متساوية، ناهيك عن اقتحامها.
| البند | القيمة الشهرية (دولار أمريكي) |
| راتب هيلين روثر الشهري | 600 |
| متوسط أجر الرجل الشهري في ذلك الوقت | 200 |
