تراجع مفاجئ للدولار.. العملة الأمريكية تهبط أمام الين بعد مراجعة لبيانات التوظيف تخالف التوقعات

تراجع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني بشكل ملحوظ اليوم الثلاثاء، عقب صدور بيانات رسمية كشفت عن خفض كبير في تقديرات الوظائف المضافة للاقتصاد الأمريكي. هذا الانخفاض يعكس ضعفاً غير متوقع في سوق العمل، مما يثير تساؤلات حول مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

انخفاض كبير في أعداد الوظائف الأمريكية

كشفت البيانات الأولية الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي عن تعديل سلبي كبير في تقديرات التوظيف. تم خفض أعداد الوظائف المضافة للاقتصاد الأمريكي خلال الفترة من أبريل 2024 وحتى مارس 2025 بنحو 911 ألف وظيفة، وهو ما تجاوز توقعات الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون انخفاضاً يتراوح بين 400 ألف ومليون وظيفة. ولم يقتصر التعديل على الفترة الحالية فقط، بل شمل أيضاً بيانات العام السابق التي تم خفضها بنحو 598 ألف وظيفة إضافية، مما يعزز القلق بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. هذه الأرقام الصادمة تسلط الضوء على تحديات سوق العمل الأمريكي المتزايدة.

الدولار يتراجع والأسواق تترقب

في أعقاب هذه الأرقام، شهد سعر صرف الدولار الأمريكي تراجعاً أمام العملات الرئيسية، لا سيما الين الياباني. فيما يلي ملخص لأداء الدولار وبعض المؤشرات الرئيسية:

يعكس هذا التراجع قلق المستثمرين من تأثير ضعف سوق العمل على قوة العملة الأمريكية.

تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي

يرى محللون اقتصاديون أن هذه التعديلات السلبية في بيانات التوظيف قد تدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إعادة النظر في سياسته النقدية المتشددة. تتزايد التوقعات في الأسواق باتجاه خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعات البنك المركزي القادمة. وتشير أداة “فيد ووتش” الشهيرة إلى أن المستثمرين يرجحون الآن بنسبة متزايدة إمكانية خفض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، مما يؤشر إلى تحول محتمل في توجهات السياسة النقدية الأمريكية لمعالجة التباطؤ الاقتصادي.

تحديات هيكلية تواجه سوق العمل الأمريكي

تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه سوق العمل الأمريكي ضغوطاً إضافية ليست فقط من التباطؤ الدوري، بل أيضاً من تحديات هيكلية أعمق. من أبرز هذه التحديات التي تؤثر على خلق الوظائف والطلب على العمالة البشرية:

• القيود التجارية الجديدة
• التشدد في سياسات الهجرة
• التحول المتسارع نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي

هذه العوامل مجتمعة تساهم في تقليص فرص العمل وتزيد من تعقيد مانشيت الاقتصادي للولايات المتحدة.

ترقب الأسواق للمراجعات النهائية لبيانات التوظيف

تترقب الأسواق العالمية والمحللون الاقتصاديون بفارغ الصبر المراجعة النهائية لبيانات التوظيف لشهر فبراير المقبل، والتي ستصدر بالتزامن مع تقرير شهر يناير. هذه الأرقام ستكون حاسمة في تحديد مدى استمرارية ضعف سوق العمل وتأثيرها النهائي على توجهات السياسة النقدية الأمريكية. يظل الدولار تحت ضغط مستمر، في ظل حالة من الحذر والترقب التي تسود الأسواق المالية العالمية بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي ومعدلات التوظيف.