الحقيقة الكاملة: أمين الفتوى يوضح كيف تعامل صحابة النبي ﷺ مع الآثار والحضارة المصرية القديمة

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصحابة الكرام عند دخولهم مصر في عهد الفتح الإسلامي، لم يهدموا أو يخربوا المعابد والتماثيل المصرية القديمة، بل تعاملوا معها بوعي حضاري كبير، مدركين قيمتها التاريخية والثقافية بدلاً من اعتبارها أصنامًا للعبادة. هذا الموقف يؤكد حرص الإسلام على حفظ التراث الإنساني واحترام الحضارات الأخرى.

الصحابة يحافظون على كنوز مصر الأثرية

أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقاء متلفز، أن الصحابة، رغم قرب عهدهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وفهمهم التام لخطورة عبادة الأوثان، أدركوا أن تلك التماثيل لم تكن تُعبد في زمانهم، وبالتالي لم ينظروا إليها كأصنام يجب تحطيمها. بل تعاملوا معها كرموز حضارية لحضارة عريقة ذات قيمة تاريخية وثقافية. وأضاف أن هذا التصرف يدل على وعيهم بأهمية حفظ التراث الإنساني واحترام حضارات الأمم السابقة، خاصةً إذا كانت لا تتعارض مع التوحيد الخالص أو تُعبد من دون الله.

اقرأ أيضًا: مأساة بالرياض.. وفاة طبيبين اختناقًا داخل سيارتهما

الإفتاء: الآثار المصرية ليست موضع شبهة وتاريخ خالد

أشار الدكتور فخر إلى أن تلك المعابد والتماثيل لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، ولم يمسها سوء على يد الفاتحين المسلمين، وهو ما يرد على من يدّعون أن الإسلام جاء لهدم حضارات الآخرين. وتابع أن ما كشفته الحملة الفرنسية لاحقًا في مصر، عند فك رموز حجر رشيد، أظهر عمق الحضارة المصرية القديمة وما احتوته المعابد من نقوش وتماثيل وجُدُر تصور الحياة الاجتماعية والزراعة والصناعات وحتى مشاهد الحروب، مما أدهش العالم وأثبت أن هذه الرموز تمثل مادة تاريخية وثقافية بالغة الأهمية للبشرية. وأكد أن هذه الشواهد الأثرية ليست موضعًا للشبهة أو الحرمة، طالما أنها لا تُعبد، بل هي مصدر لفهم تطور الإنسانية وتعزيز الانتماء للتاريخ والحضارة.

الإسلام يدعم الفن والتراث ويحث على التعلم الحضاري

شدد أمين الفتوى على أن الإسلام لا يعادي الفن أو التراث أو الحضارات، بل يحث على التعلم من تجارب الأمم السابقة والاستفادة من منجزاتها. ويتم ذلك بشرط ألا يتعارض هذا التعلم مع العقيدة وأصول الدين، مما يؤكد على النهج المتوازن للإسلام تجاه التراث العالمي.

اقرأ أيضًا: تحول جذري في عالم الذكاء الاصطناعي.. إطلاق Claude AI داخل متصفح كروم يشعل المنافسة بين العمالقة