ارتفاع غير مسبوق.. أسعار الذهب اليوم تخالف التوقعات | تحركات البنوك المركزية تكشف السبب
ارتفعت العقود الآجلة للذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، متجاوزة 3300 و3675 دولارًا للأونصة، وهو ما يؤكد زيادة حقيقية في الطلب العالمي على المعدن الأصفر وليست مجرد فقاعة سعرية. يعزو خبراء الاقتصاد هذا الصعود إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة وتوقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا جاذبًا للمستثمرين حول العالم.
عقود الذهب الآجلة تسجل قفزة تاريخية
شهدت أسواق الذهب العالمية قفزة نوعية في أسعار العقود الآجلة، حيث سجلت مستويات فاقت 3300 دولار ووصلت إلى 3675 دولارًا للأونصة، في إشارة واضحة إلى قوة الطلب. وقد أكد المحلل الاقتصادي أحمد عزام أن هذا الارتفاع ليس مجرد تقلبات عابرة، بل هو انعكاس لطلب متزايد يدفع الأسعار نحو آفاق جديدة. ويأتي هذا الصعود اللافت في ظل بيئة اقتصادية وسياسية عالمية مضطربة، مما يعزز مكانة الذهب كاستثمار آمن.
مستويات الذهب: أداء وتوقعات | القيمة بالدولار للأونصة |
أعلى مستويات مسجلة مؤخراً | 3300 – 3675 |
توقعات قريبة المدى (مدعومة بخفض الفائدة) | تجاوز 3780 |
توقعات مستقبلية محتملة | وصول إلى 4000 |
العوامل المحفزة لارتفاع أسعار الذهب
أوضح عزام في تصريحاته أن هناك عدة عوامل رئيسية تدفع أسعار الذهب نحو الصعود. هذه العوامل تخلق بيئة مثالية لزيادة جاذبية المعدن النفيس كأداة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والسياسية:
- التوترات الجيوسياسية: استمرار الصراعات والتوترات الإقليمية والدولية، خاصة في مناطق مثل أوكرانيا، يدفع المستثمرين للبحث عن الأصول الآمنة.
- توقعات خفض الفائدة الأمريكية: التكهنات بتخفيض وشيك لأسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي تجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالسندات والأوعية الادخارية الأخرى التي تقدم عوائد أقل.
- انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية: تراجع عوائد السندات يعكس تحولاً نحو سياسات نقدية أكثر تيسيرًا، مما يقلل من جاذبية السندات كاستثمار ويزيد من الإقبال على الذهب.
- تقلص حيازات بعض الدول للسندات الأمريكية: بعض الدول تتجه لتقليص حيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية بسبب العقوبات والتوترات الاقتصادية، مما يعزز البحث عن بدائل مثل الذهب.
البنوك المركزية تزيد من حيازات الذهب
تلعب البنوك المركزية دورًا محوريًا في دعم أسعار الذهب العالمية من خلال استراتيجيات الشراء المستمرة. فقد أكد المحلل الاقتصادي أن بنوكًا مركزية حول العالم، ومن أبرزها بنك الصين الشعبي، تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب. على الرغم من تباطؤ وتيرة الشراء بشكل طفيف مع ارتفاع الأسعار، إلا أن التوجه العام يظهر نية واضحة لدى 43% من البنوك المركزية بزيادة حيازاتها من الذهب خلال الفترة القادمة، مما يؤكد الثقة المتزايدة في الذهب كمخزن للقيمة.
آفاق الذهب المستقبلية ودور السياسة النقدية
يتوقع أحمد عزام أن يواصل الذهب مساره الصعودي في الفترة المقبلة، مع إمكانية تجاوز مستويات 3780 دولارًا للأونصة، بل وقد يصل إلى 4000 دولار للأونصة. يرتبط هذا التوقع بشكل وثيق بقرارات السياسة النقدية، فإذا قرر البنك الفيدرالي الأمريكي بالفعل تخفيض أسعار الفائدة في اجتماعاته القادمة، فإن ذلك سيقدم دفعة قوية لأسعار المعدن النفيس. هذا السيناريو يجعل الذهب ليس فقط ملاذًا آمنًا، بل أيضًا استثمارًا يحقق عوائد مجزية في ظل بيئة اقتصادية متغيرة.
الذهب استثمار استراتيجي للدول العربية
تتجه أنظار الدول العربية أيضًا نحو تعزيز احتياطياتها الذهبية، وذلك في سياق التوقعات بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة العالمية. هذا التوجه يدعم استمرار الطلب على الذهب في المنطقة كأداة استراتيجية للتحوط ضد تقلبات الأسواق وحماية الثروات الوطنية. يرى المحللون أن الذهب سيبقى خيارًا استثماريًا مفضلاً للحكومات والمستثمرين على حد سواء في ظل المشهد الاقتصادي والسياسي الراهن.