200 فيلم سينمائي.. مريم فخر الدين: الوجه الآخر لحسناء الشاشة التي جمعت القسوة والنعومة

يصادف اليوم الثامن من سبتمبر ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين الثانية والتسعين، نجمة السينما المصرية التي عرفت بلقب “حسناء الشاشة” وأصبحت أيقونة للجمال والرومانسية. تركت فخر الدين، المولودة عام 1933 والراحلة في 2014، إرثًا فنيًا ضخمًا يضم مئات الأفلام التي شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ السينما العربية.

مسيرة مريم فخر الدين الفنية: من الصدفة إلى النجومية

بدأت مسيرة الفنانة مريم فخر الدين في عالم التمثيل بالصدفة عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، فبعد فوزها بلقب “أجمل وجه” في مسابقة فرنسية عام 1950، فتحت لها الأبواب لدخول المجال الفني. كان أول ظهور سينمائي لها عام 1951 في فيلم “ليلة غرام” بتعاقد مع المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان. استمرت مسيرتها لتقدم نحو 240 فيلمًا، وهو رقم قياسي لبطولات نسائية في السينما، بالإضافة إلى خوضها تجربة الإنتاج بـ9 أفلام. تميزت أعمالها الأولى بالطابع الرومانسي، ثم تطورت أدوارها لتشمل شخصيات أكثر عمقًا وقوة في مراحل متأخرة من مسيرتها الفنية.

طفولة صارمة صنعت شخصية قوية لحسناء الشاشة

ولدت مريم فخر الدين لأب مصري يعمل مهندس ري وأم مجرية تُدعى “باولا”، وقد انعكست تربيتها الصارمة في شخصيتها القوية والاعتماد على الذات منذ الصغر. فوالدها كان محافظًا، بينما كانت والدتها مسيحية متدينة، وكانا يحرصان على تمسكهما بدينيهما. هذه النشأة الفريدة، التي تضمنت عدم حصولها على مصروف إلا بعد أداء أعمال منزلية، غرست فيها تقدير قيمة العمل. ورغم أنها كانت تميل للعزلة والخجل في بدايات حياتها، إلا أنها تخطت ذلك لتصبح واحدة من أبرز نجمات الشاشة.

أبرز أعمال مريم فخر الدين في السينما المصرية

قدمت مريم فخر الدين خلال مشوارها الفني أدوارًا لا تُنسى مع كبار النجوم، وتركت بصمة واضحة في تاريخ السينما. من أبرز أفلامها التي حفرت اسمها في ذاكرة الجمهور:

• “رد قلبي” (1957) حيث جسدت شخصية الأميرة إنجي.
• “حكاية حب” (1959) الذي جمعها بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
• “ملاك وشيطان” (1960) والذي يعد من أهم كلاسيكيات السينما.
• “الأيدي الناعمة” (1963) مع الفنان أحمد مظهر وصباح.

كما تميزت في التسعينيات بأدوار الأم القوية في أعمال مثل “قشر البندق” و”الباطنية”، مظهرة تنوعًا فنيًا لافتًا.

جوانب من حياة مريم فخر الدين الشخصية

تزوجت مريم فخر الدين أربع مرات خلال حياتها، وكان أول زيجاتها من المخرج محمود ذو الفقار وأنجبت منه ابنتها الوحيدة إيمان. ورغم تعدد زيجاتها التي لم تستمر طويلاً بسبب الخلافات، إلا أنها كانت دائمًا حريصة على عائلتها، وخاصة شقيقها الفنان يوسف فخر الدين. على الصعيد الشخصي، واجهت مريم تحديات صحية عديدة، أبرزها ضعف السمع الذي استدعى جراحة دقيقة. وكانت معروفة أيضًا بمهارتها في الطهي والأعمال المنزلية، حيث ورثت شغفها بالمطبخ من والدتها، وكانت تعتبره مكانًا لراحتها الحقيقية.

إرث فني خالد لمريم فخر الدين

رحلت مريم فخر الدين عن عالمنا في الثالث من نوفمبر عام 2014، عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء الفني. بوفاتها، فقدت السينما المصرية واحدة من أيقوناتها التي تركت خلفها إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز 200 فيلم. ومع حلول ذكرى ميلاد مريم فخر الدين اليوم، يستعيد محبوها مسيرتها الحافلة بالبطولات والأدوار المميزة، لتظل “حسناء الشاشة” خالدة في قلوب جمهورها وعشاق الفن السابع.