تفاصيل حصرية.. مدير مخازن الآثار الغارقة يوضح: هكذا نتعامل علميًا ومنهجيًا مع كنوز التراث المغمور

شهد ملف الآثار الغارقة في مصر اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا لافتًا مؤخرًا، مستقطبًا شغف الكثيرين بالكنوز المغمورة تحت سطح الماء. وقد تزامن هذا الاهتمام المتزايد مع احتفالات يوم التراث العالمي، مسلطًا الضوء على تاريخ طويل من الاكتشافات البحرية ومنهجية عمل دقيقة للحفاظ على هذا التراث الفريد. يؤكد الخبراء أن العمل في هذه المواقع يتم بأسس علمية صارمة لضمان حماية هذه الكنوز التاريخية.

اهتمام متزايد بكنوز مصر الغارقة

أشار محمود بيرم، مدير مخازن الآثار بالإدارة العامة للآثار الغارقة، إلى أن تسليط الضوء الإعلامي على قضية الآثار الغارقة قد أثار اهتمامًا كبيرًا لدى المواطنين. يرجع هذا الشغف، بحسب بيرم، إلى ارتباط الكثيرين بالبحر وما يحويه من كنوز مغمورة تحت الماء. وقد تعزز هذا الاهتمام بتزامنه مع الاحتفال بيوم التراث العالمي، مما أعطى دفعة قوية للملف إعلاميًا وجماهيريًا. ويترقب العام المقبل مرور ثلاثين عامًا على تأسيس الإدارة العامة للآثار الغارقة بالإسكندرية، والتي تعد من أوائل الجهات المتخصصة في صون التراث الثقافي المغمور بالمياه.

اقرأ أيضًا: انفراجة مرتقبة.. مصطفى بكري يكشف سر تراجع الأسعار بعد خفض الفائدة وهبوط سعر الدولار | بشرى للمواطنين

رحلة اكتشاف الآثار تحت الماء: تاريخ عريق

بدأ الاهتمام بالآثار الغارقة في مصر مبكرًا، وتحديدًا في عام 1933، عندما اكتشف طيار بريطاني قطعة أثرية مغمورة قبالة سواحل منطقة أبو قير. قام الطيار بإبلاغ الأمير عمر طوسون بالواقعة، مما أدى إلى بدء عمليات بحث واستكشاف مكثفة. كشفت هذه العمليات عن وجود كنوز أثرية حقيقية تختبئ تحت سطح المياه، لتدشن بذلك حقبة جديدة من الاكتشافات البحرية في مصر.

المنهج العلمي في التعامل مع الآثار المغمورة

أكد محمود بيرم أن العمل في مواقع الآثار الغارقة يتم بأسلوب علمي ومنهجي دقيق للغاية، بعيدًا عن العشوائية أو الصدفة. وتشمل هذه المنهجية مجموعة من الخطوات الأساسية لضمان التوثيق والحفاظ على كل قطعة أثرية:

اقرأ أيضًا: تطور جديد يهم الملايين.. كجوك يحسم مصير الدعم: لا إلغاء، بل توجيه للمستحقين فقط

  • تحديد الموقع بدقة متناهية باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
  • تسجيل كل قطعة أثرية في مكانها الأصلي قبل أي تدخل.
  • تصوير القطع الأثرية ورسمها لتوثيق تفاصيلها الدقيقة.
  • توثيق جميع تفاصيل القطع لضمان معرفة كاملة بموقعها الجغرافي الدقيق بمجرد انتشالها.
  • رسم خريطة مفصلة توضح مكان كل قطعة داخل الموقع، مما يتيح إعادتها إلى موضعها الأصلي بنفس الترتيب والموقع إذا دعت الحاجة.

ويشدد الخبراء على أن هذا العمل المنظم والقائم على أسس علمية راسخة هو الضمانة الحقيقية للحفاظ على هذا الجزء الثمين من تاريخ مصر وتراثها الثقافي البحري الفريد.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. أسعار الدولار والعملات اليوم السبت 23-8-2025 | تحليل لأبرز تحركات السوق