لغز تاريخي جديد.. باب الجبل في كازاخستان: هل هو تشكيل طبيعي أم بقايا حضارة مفقودة؟

أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع جدلاً كبيراً بعد كشفه عن اكتشاف غامض في جبال “دزونجار الأتاو” شمال شرقي كازاخستان. يظهر الفيديو، الذي لا يتجاوز 30 ثانية، تشكيلاً صخرياً ضخماً على شكل باب نصف دائري محفور في الثلوج، ما دفع الكثيرين للتكهن بأصوله الغريبة، فيما قدم الخبراء تفسيرات جيولوجية لهذه الظاهرة الطبيعية.

فيديو يكشف عن باب غامض في قلب الثلوج

اكتشف مستكشفون تشكيلاً صخرياً مثيراً للفضول في منطقة جبال “دزونجار الأتاو” الواقعة في شمال شرقي كازاخستان، بالقرب من الحدود الصينية. وقد أظهر مقطع فيديو قصير، انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، مجموعة من المستكشفين وهم يقتربون بحذر من هذا التكوين الغريب وسط المشهد الثلجي، قبل أن تكشف الكاميرا الجوية عن شكل يشبه باباً ضخماً نصف دائري، يبدو كأنه منحوت بدقة في الصخور. أثار هذا الاكتشاف تساؤلات فورية حول طبيعته، وما إذا كان يمثل مدخلاً قديماً لمعبد أو حصن تاريخي، مما جعله “باباً صخرياً غامضاً” يثير حيرة الكثيرين.

تكهنات واسعة حول أصل الباب الصخري

لم يلبث الفيديو أن أشعل موجة واسعة من التكهنات والتحليلات بين مستخدمي الإنترنت. فبينما ذهب البعض بخيالهم إلى أبعد الحدود، مرجحين أن يكون الباب الصخري دليلاً على وجود حضارات فضائية قديمة زارت الأرض، أو حتى مدخلاً لسفينة فضائية مخبأة، سخر آخرون من هذه الأفكار، مؤكدين أن ما شوهد قد يكون مجرد بداية لاكتشاف أشكال حياة غير مرئية على كوكبنا. هذه الآراء المتضاربة عكست حجم الفضول الذي أثاره هذا الكشف غير المألوف، ودفعت بالنقاش حول “أصل الباب الغامض في كازاخستان” إلى واجهة التفاعلات الإلكترونية.

الخبراء يوضحون: ظاهرة جيولوجية طبيعية

على النقيض من النظريات الخيالية، قدم الخبراء الجيولوجيون تفسيراً علمياً مغايراً لهذا التشكيل الصخري الغامض. فقد أشاروا إلى أن ما يبدو كباب منحوت ليس سوى نتيجة لعملية طبيعية ومعقدة لتآكل الصخور على مدى آلاف السنين. هذا النوع من التكوينات يُعرف باسم “الأقواس الصخرية” أو “الجسور الطبيعية”، وهو شائع في عدة مناطق حول العالم، مثل جنوب ولاية يوتا الأمريكية، حيث تظهر تفاوتات في صلابة الصخور تؤدي إلى تآكل أجزاء منها أسرع من غيرها بفعل العوامل الجوية المختلفة مثل الرياح والمياه والجليد، مما يفسر “التكوين الصخري الطبيعي” الذي شوهد.

تأكيد علمي: التآكل الطبيعي يشكل الباب الصخري

لتعزيز التفسير الجيولوجي، أدلى البروفيسور مارك ألين، أستاذ علوم الأرض في جامعة دورهام البريطانية، بتصريحات لصحيفة ديلي ميل، أكد فيها أن التفسير الأكثر منطقية لشكل هذا الباب الصخري هو التآكل الطبيعي المستمر للطبقات الصخرية عبر الزمن الطويل. وأضاف البروفيسور ألين أنه زار المنطقة قبل 38 عاماً من الجانب الصيني ولم يلاحظ أي تشكيلات صخرية غريبة كهذه في ذلك الوقت، ما يدعم فكرة أن التغيرات التي حدثت هي نتاج عوامل طبيعية تدريجية. هذا التأكيد من الخبراء يضع حداً للتكهنات حول وجود تدخل بشري أو كائنات فضائية في تشكيل هذا المعلم الطبيعي، ويؤكد أن “التآكل الطبيعي” هو السبب وراء هذا الاكتشاف.