الإجابة الشافية من الأزهر.. عالم يحدد الطريقة الصحيحة لأداء صلاة الخسوف بالخطوات والتوقيتات

أكد الدكتور أسامة قابيل، العالم الأزهري، أن خسوف القمر يعد ظاهرة كونية عظيمة تذكر بقدرة الله وعظمته، مشيراً إلى أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تُؤدى جماعة أو فرادى، وتدفع المؤمن للتفكر والخشوع واللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار.

خسوف القمر: آية كونية تدعو للتفكر والخشوع

أوضح الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن ظاهرة خسوف القمر تمثل آية من آيات الله الكونية التي تستدعي التفكر والتدبر في خلقه، مؤكداً أن هذه الظواهر تهدف إلى تذكير العباد بعظمة الخالق وقدرته التي لا حدود لها. واستشهد العالم الأزهري بالآيات الكريمة من سورة آل عمران التي تدعو أولي الألباب إلى التفكر في خلق السماوات والأرض وما فيهما من آيات بينات. وأشار الدكتور قابيل إلى أن هذه الأحداث الكونية يجب أن تدفع المؤمن إلى زيادة الخشوع لله عز وجل، والإكثار من الصلاة والدعاء والذكر والاستغفار، مستغلاً هذه الأوقات للتقرب إلى الله.

صلاة الخسوف: سنة مؤكدة وفضل عظيم

بيّن الدكتور قابيل أن صلاة الخسوف تعتبر سنة مؤكدة في الشريعة الإسلامية، وهي من العبادات التي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطبقها بنفسه عند حدوث هذه الظواهر. واستدل قابيل بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند خسوف الشمس في عهده، حيث أطال القيام والركوع والسجود، مما يؤكد أهمية هذه الصلاة وفضلها. وشدد العالم الأزهري على أن هذه الصلاة تذكير للناس بأن الظواهر الفلكية ليست مجرد أحداث طبيعية عادية، بل هي إشارات واضحة لقدرة الله وعظيم رحمته بعباده، داعياً إلى اغتنام هذه الأوقات الثمينة للعودة إلى الله والتوبة الصادقة.

كيفية أداء صلاة الخسوف: خطوة بخطوة

تُؤدى صلاة الخسوف بكيفية خاصة تختلف عن الصلوات النوافل المعتادة، وهي سنة أن تُصلى جماعة في المسجد، وإن صلاها الفرد منفرداً في بيته جاز ذلك. ولقد أوضح الدكتور أسامة قابيل كيفية أدائها بالتفصيل:

• تُصلَّى ركعتان.
• في كل ركعة، يقوم المصلي مرتين ويقرأ الفاتحة وسورة طويلة بعد القيام الأول، ثم يركع ركوعاً طويلاً.
• بعد الرفع من الركوع الأول، يقوم المصلي مرة أخرى ويقرأ الفاتحة وسورة أقصر من الأولى.
• ثم يركع ركوعاً ثانياً يكون أقل طولاً من الركوع الأول.
• بعد الرفع من الركوع الثاني، يسجد سجدتين طويلتين.
• يُفعل في الركعة الثانية مثل ما فُعل في الركعة الأولى تماماً.
• يُستحب الإكثار من الدعاء والاستغفار والصدقة خلال فترة الخسوف وطوال مدة الصلاة.

حكمة الخسوف: رسالة إلهية لا ترتبط بالخرافات

أضاف الدكتور قابيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن حقيقة خسوف الشمس والقمر، مؤكداً أنهما آيتان من آيات الله ولا يرتبطان بموت أحد أو حياته، قاطعاً بذلك الطريق أمام أي خرافات أو اعتقادات خاطئة قد تربط هذه الظواهر بأحداث دنيوية معينة. ففي حديث متفق عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة». وهذه التوجيهات النبوية تؤكد أن الهدف من هذه الظواهر هو تذكير المسلمين بقدرة الله ودعوتهم للرجوع إليه والتضرع بالصلاة والدعاء.

اغتنام فرصة الخسوف: تقرب إلى الله

شدد الدكتور قابيل على ضرورة استغلال هذه الأوقات التي تحدث فيها الظواهر الكونية مثل خسوف القمر، كفرصة عظيمة للتقرب من الله عز وجل. ودعا إلى الإكثار من الذكر والتوبة الصادقة، مؤكداً أن هذه اللحظات تمثل دعوة إلهية للعباد لمراجعة أنفسهم وتقوية صلتهم بخالقهم. فليست هذه الظواهر مجرد أحداث فلكية عابرة، بل هي رسائل تحمل في طياتها حكمة بالغة تدعو إلى التأمل والعبادة.