لأول مرة منذ 2022.. قيمة التداول بالبورصة السعودية تتراجع إلى 2.2 مليار ريال | تطور جديد يثير التساؤلات

شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعًا ملحوظًا في جلسة اليوم، حيث انخفض المؤشر العام “تاسي” دون مستوى 10,600 نقطة، مسجلاً خسائر للجلسة التاسعة من أصل إحدى عشرة جلسة أخيرة. تزامن هذا الهبوط مع تراجع حاد في قيم التداول لتصل إلى نحو 2.2 مليار ريال، وهو أدنى مستوى للسيولة منذ أواخر عام 2022، مما يعكس حالة من الحذر تسيطر على المستثمرين في ظل ترقب قرارات “أوبك+” بشأن إنتاج النفط واجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتقب.

تراجع السوق السعودية وتحديات السيولة

سجل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية “تاسي” انخفاضًا بنسبة 0.6% خلال جلسة اليوم الأحد، ليستقر دون حاجز 10,600 نقطة. يأتي هذا التراجع ليؤكد استمرار الاتجاه الهابط للسوق، الذي شهد خسائر في تسع جلسات من أصل إحدى عشرة جلسة سابقة. تزامنًا مع هذا الانخفاض، هبطت قيم التداول بشكل ملحوظ لتبلغ نحو 2.2 مليار ريال، في مستوى هو الأدنى للسيولة المسجلة منذ أواخر عام 2022، مما يشير إلى تراجع ثقة المتداولين وقلة النشاط في السوق المالية السعودية. جاء الضغط الأكبر من أداء قطاعات رئيسية مثل الطاقة والبنوك والاتصالات، بينما خالفت أسهم “سابك” هذا الاتجاه العام بتسجيل ارتفاع طفيف قدره 0.4%.

اقرأ أيضًا: 300 مليار جنيه.. التخطيط تكشف خطة استثمارات تاريخية لتمكين المرأة خلال 5 سنوات

المستثمرون يتجهون نحو الأمان وسط ارتفاع الفائدة

أوضح المحلل المالي أحمد الرشيد أن الانخفاض الكبير في قيم التداولات يعكس تحول المستثمرين نحو البدائل الاستثمارية ذات الدخل الثابت. ويرجع هذا التوجه إلى مستويات الفائدة المرتفعة، مما يجعل الودائع الزمنية والادخارية أكثر جاذبية. وقد وصلت نسبة هذه الودائع إلى نحو 40% من المعروض النقدي، وهو رقم لم يُسجل منذ عام 2009. وأشار الرشيد إلى أن أي تخفيض متوقع لأسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية قد لا يحدث تأثيرًا كبيرًا في أداء سوق الأسهم السعودية، نظرًا لأن هذا التخفيض مُسعّر بالفعل في التوقعات. وتبقى الإشارة الأهم هي ما إذا كان هذا الخفض سيشكل مقدمة لدورة تيسير نقدي أوسع قد تتجاوز 100 نقطة أساس على مدى الاثني عشر شهرًا القادمة.

تأثير قرارات أوبك+ وتقلبات أسعار النفط

يسود سوق الأسهم السعودية حالة من الترقب لقرار تحالف “أوبك+”، الذي أعلن عن زيادة في إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يوميًا الشهر المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز حصة التحالف السوقية. وكانت أسعار النفط قد سجلت الأسبوع الماضي أسوأ أداء أسبوعي لها منذ عدة أشهر، حيث تراجع خام برنت إلى ما دون 66 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى حوالي 62 دولارًا. يرى المحللون أن هذا التراجع في أسعار النفط يفرض ضغوطًا كبيرة على أداء أسهم قطاعي الطاقة والبتروكيماويات في السوق السعودية، ما ينعكس سلبًا على أداء المؤشر العام “تاسي” نظرًا للوزن الكبير لهذين القطاعين ضمن مكوناته. وقد انخفض مؤشر قطاع الطاقة خلال جلسة اليوم بنحو 0.8%.

اقرأ أيضًا: قفزة غير متوقعة.. أسعار الذهب اليوم الجمعة تخالف الحسابات | مفاجأة كبرى في سعر عيار 21

فرص استثمارية واعدة رغم التراجعات الحالية

رغم حالة الترقب والتراجعات التي تشهدها سوق الأسهم السعودية، يعتقد خبراء الاقتصاد أن السوق لا تزال تزخر بفرص استثمارية جذابة للمستثمرين الباحثين عن توزيعات نقدية مستقرة وعوائد مجزية على المدى الطويل. وتبرز بشكل خاص قطاعات معينة قد تستفيد بشكل أكبر من أي تخفيضات لاحقة في أسعار الفائدة أو تحسن في الأوضاع الاقتصادية العامة. وتشمل هذه القطاعات الرعاية الصحية والمواد الأساسية والبنوك. هذه القطاعات غالبًا ما تكون أقل تأثرًا بتقلبات أسعار النفط العالمية أو التغيرات في السياسات النقدية قصيرة الأجل، مما يجعلها خيارات جاذبة للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن في بيئة السوق الحالية.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. أسعار البيض اليوم الخميس ورقم مفاجئ لسعر الكرتونة في الأسواق