تصريح مؤثر.. كوثر بن هنية تكشف محتوى رسالة والدة الشهيدة هند رجب بعد تتويج فيلمها بمهرجان فينسيا
أهدت المخرجة التونسية كوثر بن هنية جائزة لجنة التحكيم الكبرى التي فاز بها فيلمها الوثائقي “صوت هند رجب” في مهرجان فينيسيا السينمائي إلى الهلال الأحمر الفلسطيني وجميع المنقذين في غزة. يتناول الفيلم القصة المأساوية للطفلة هند رجب التي استشهدت في القطاع، ويأتي هذا التكريم ليؤكد قوة السينما في نقل صوت غزة للعالم.
“صوت هند رجب” صرخة غزة التي لم تُجب
عبرت المخرجة كوثر بن هنية عن مشاعرها عقب فوز فيلمها، مؤكدة أن “صوت هند هو صوت غزة ذاته، صرخة استغاثة كان بإمكان العالم كله سماعها، لكن لم يجبها أحد”. وأضافت أن هذا الصوت سيظل يتردد حتى تتحقق المساءلة وينجز العدل، مشددة على إيمان الجميع بقوة السينما في رواية القصص التي قد تُدفن لولاها.
وأوضحت بن هنية أن السينما لا تستطيع إعادة هند أو محو الفظائع التي ارتكبت بحقها، فـ”لا شيء يستطيع أبدًا استعادة ما سُلب”. لكنها أكدت أن السينما قادرة على “الحفاظ على صوتها، وجعله يتردد عبر الحدود؛ لأن قصتها ليست وحدها، إنها للأسف قصة شعب بأكمله يعاني الإبادة الجماعية، على يد نظام إسرائيلي إجرامي يتصرف بإفلات من العقاب”.
دعوات عاجلة لإنقاذ عائلة هند ووقف المأساة
لم يقتصر خطاب المخرجة على استذكار الماضي، بل تحول إلى دعوة ملحة لإنقاذ الحاضر. أكدت بن هنية أن والدة هند، وسام، وشقيقها الصغير إياد، لا يزالان في غزة، وحياتهما مهددة بالخطر، تمامًا كحال آلاف الأمهات والآباء والأطفال الذين يعيشون يوميًا تحت وطأة الخوف والجوع والقصف. وطالبت قادة العالم بإنقاذهم، مشيرة إلى أن بقاءهم على قيد الحياة “ليس مسألة صدقة، بل هي مسألة عدل وإنسانية، وأدنى ما يستحقه العالم لهم”.
رسالة مؤثرة من والدة الطفلة الشهيدة
شاركت كوثر بن هنية كلمات مؤثرة من والدة الطفلة هند، وسام، التي أعربت عن شكرها لكل من دعم الفيلم والقصة، وتمنت لو أنها كانت حاضرة. وناشدت والدة هند العالم “ألا ينسى أن هند ليست القصة الوحيدة في غزة، فلا يزال هناك العديد من الأطفال ينتظرون الأمل”، متمنية أن يساعد الفيلم في وقف الحرب وإلقاء الضوء على معاناة أطفال غزة.
واختتمت بن هنية كلمتها بدعوة لإنهاء هذا الوضع “الذي لا يطاق”، مستشهدة بقول نيلسون مانديلا: “نعلم جيدًا أن حريتنا ناقصة بدون حرية الفلسطينيين”. وأكدت أن هذه الكلمات أصبحت “أكثر صدقًا من أي وقت مضى”، متمنية أن ترقد روح هند بسلام، وأن “تظل عيون قاتليها لا تنام وفلسطين حرة”.
فيلم “صوت هند رجب”: قصة ألم وإنسانية
يتناول فيلم “صوت هند رجب” القصة المروعة للطفلة هند البالغة من العمر ست سنوات، والتي استشهدت في قطاع غزة مطلع عام 2024. يروي الفيلم محاولتها وعائلتها الفرار من هجوم إسرائيلي وحصارها تحت إطلاق النار. يشارك في إنتاج الفيلم نخبة من الأسماء العالمية كمنتجين تنفيذيين، مما يعكس الأهمية الإنسانية والسياسية للقضية.
فريق عمل يدعم صوت غزة
- المخرجة: كوثر بن هنية
- المنتجون التنفيذيون: براد بيت، خواكين فينيكس، وروني مارا
- بطولة: الممثل الفلسطيني معتز مليس، كلارا خوري، عامر حليحل، وسجى كيلان
تفاصيل مأساة الطفلة هند رجب الحقيقية
تعود قصة الطفلة هند رجب الحقيقية إلى 29 يناير 2024. فبعد أشهر قليلة من أحداث 7 أكتوبر، تلقى متطوعو الهلال الأحمر الفلسطيني نداء استغاثة من طفلة تبلغ من العمر ست سنوات محاصرة في سيارة تحت إطلاق النار في غزة. كان النداء المفجع يقول: “عمو قاعدين يطخوا علينا.. ساعدونا.. الدبابة بجواري ونحن في السيارة”. كانت هذه كلمات الطفلة ليان حمادة التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتها طلب النجدة عبر الهاتف من الهلال الأحمر الفلسطيني في حي تل الهوى بمدينة غزة.
بعد استشهاد ليان، التقطت ابنة عمها الطفلة هند، التي كانت بصحبة عمها بشار وزوجته وأطفاله (سارة، ليان، رغد، ومحمد) بالقرب من محطة فارس للبترول في حي تل الهوى. استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارتهم، مما أدى إلى استشهاد العائلة بأكملها، لتجد الطفلة هند ذات الست سنوات نفسها وحيدة محاصرة بين الجثث.
نشر الهلال الأحمر الفلسطيني جزءًا من الاتصال الأخير مع الطفلة هند رجب، حيث كانت تستغيث بأطقم الإسعاف قائلة: “تعالي خديني.. رني على حدا ييجي ياخدني.. أمانة.. أنا بخاف من الظلام تعالوا خدوني”. استمرت المناشدات اليائسة حتى استشهدت الطفلة هند برصاص الاحتلال، الذي منع أي أحد من الوصول إلى السيارة المحاصرة. وكشفت التقارير أيضًا عن احتراق سيارة المسعفين التي كانت تحاول الوصول إليها لإنقاذها، لكن الاحتلال منع وصولها وأعاق جهود الإغاثة.