تطور جديد.. هبوط أسعار الألماس يخالف التوقعات ويجبر أكبر منجم بليسوتو على تسريح مئات العمال

أعلن منجم “ليستينج” للألماس في ليسوتو، وهو الأكبر في البلاد، تسريح 240 عاملًا يمثلون خمس القوى العاملة لديه. جاء هذا القرار الحاسم لمواجهة تداعيات الانخفاض العالمي في أسعار الألماس وتأثر القطاع بالظروف الاقتصادية المتقلبة، في خطوة تهدف لضمان استمرارية عمليات المنجم الحيوية.

تداعيات انخفاض أسعار الألماس عالميًا

أوضحت شركة “جيم دايموندز”، الشركة الأم التي تدير منجم “ليستينج”، أن قرار تسريح العمال جاء نتيجة لتراجع حاد في الطلب العالمي على الألماس. وأضافت الشركة أن القطاع تأثر بشكل كبير بالظروف الاقتصادية غير المستقرة التي تشهدها الأسواق العالمية، مما دفعها إلى إعادة تقييم خططها التشغيلية واللجوء إلى خفض التكاليف بشكل جوهري. يعتبر انخفاض أسعار الألماس تحديًا كبيرًا يواجهه قطاع التعدين في العديد من الدول المنتجة.

خطة “جيم دايموندز” لمواجهة التحديات الاقتصادية

تأتي خطوة تسريح العمال في إطار استراتيجية “جيم دايموندز” الأوسع لتقليل الأعباء المالية والحفاظ على قدرة المنجم على الاستمرار في ظل الضغوط الاقتصادية الراهنة. يسعى منجم “ليستينج”، المعروف بإنتاجه لأثمن وأضخم قطع الألماس في العالم مثل حجر “ليجند ليسوتو” الذي بلغ وزنه 910 قراريط، إلى ضمان استدامة تشغيله على المدى الطويل. تعكس هذه الإجراءات الصارمة جهود الشركة للتكيف مع المتغيرات في سوق الألماس العالمي.

قطاع الألماس: محرك الاقتصاد الليسوتي

يمثل قطاع الألماس شريانًا اقتصاديًا حيويًا لدولة ليسوتو الصغيرة في جنوب إفريقيا. يساهم هذا القطاع بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ويوفر آلاف فرص العمل لسكانها الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة. لا يقتصر دور الألماس على توفير فرص عمل، بل يعد أيضًا سلعة التصدير الرئيسية للبلاد إلى جانب المنسوجات والملابس. لذا، فإن أي تذبذب في سوق الألماس العالمي ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الليسوتي العام.

“ليستينج” يسعى للحفاظ على استدامته التشغيلية

لطالما كان منجم “ليستينج” في صدارة إنتاج الألماس عالي الجودة والأحجار الكبيرة والنادرة. فمن خلال تاريخه الطويل، استخرج المنجم العديد من الأحجار الكريمة التي حطمت الأرقام القياسية وبيع بعضها بمبالغ فلكية. إن القرار الأخير بتسريح العمال، رغم صعوبته، يهدف في جوهره إلى تقليل النفقات التشغيلية وضمان بقاء المنجم قادرًا على المنافسة والإنتاج في ظل الظروف الحالية، وذلك للحفاظ على مكانته كمورد رئيسي للألماس العالمي وضمان استمرارية هذه الصناعة الهامة ليسوتو.