بين الفرصة والخطر.. خبير تربوي يكشف كافة أبعاد الذكاء الاصطناعي في التعليم وتأثيره على الطلاب

الخبير التربوي الدكتور محمد خليل موسى يحذر من أن الذكاء الاصطناعي بات سلاحاً ذا حدين في مجال التعليم، فهو يقدم أدوات قوية للطلاب لتلخيص المعلومات وتنظيم الأفكار، لكنه في الوقت ذاته يفتح الباب أمام الغش ويُهدد بتراجع مهارات التفكير النقدي لدى الأجيال الجديدة، في ظل تحول كبير في نظرة المجتمع لهذه التقنيات المتطورة.

الذكاء الاصطناعي: فرص واعدة وتحديات متزايدة للتعليم

أكد الدكتور محمد خليل موسى، الخبير التربوي، أن مجال التعليم يواجه تحديات أكبر بكثير مع الانتشار المتسارع للذكاء الاصطناعي. وأوضح أن استخدام الوسائل الحديثة بات يحمل جانبين متناقضين؛ ففي حين يستطيع الطلاب الاستفادة منها في إعداد ملخصات لدروسهم وتنظيم أفكارهم المعقدة، قد يلجأ آخرون إلى استغلالها في الغش وترك البرامج تحل واجباتهم المدرسية والجامعية بدلاً منهم، مما يثير تساؤلات حول نزاهة العملية التعليمية.

اقرأ أيضًا: رسالة حاسمة من وزير الخارجية.. يحذر من خطورة توسع العمليات العسكرية في غزة | ما السيناريوهات المتوقعة؟

تأقلم المؤسسات التعليمية وتغير نظرة المجتمع للتقنية

كشف الخبير التربوي، في تصريحات تليفزيونية، أن العديد من المدارس والجامعات حول العالم بدأت في تبني برامج متخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عما إذا كان الطلاب يؤدون واجباتهم بأنفسهم أو يعتمدون بشكل كلي على التقنية. وأشار إلى أن نظرة المجتمع لهذه التكنولوجيا قد شهدت تحولاً جذرياً على مدى السنوات الثلاث الماضية، منذ ظهورها الأول، حيث تبدلت المواقف من الرفض والقلق إلى قبول وتعامل أكثر حكمة ووعياً مع هذه التقنيات الحديثة، مع إدراك ضرورة الاستفادة منها بحذر.

وأضاف الدكتور موسى أن بعض المدرسين باتوا يوظفون الذكاء الاصطناعي لتعزيز طرق التواصل مع طلابهم وتقديم تجارب تعليمية أكثر إلهاماً. وضرب مثلاً بتجربته كمدرس للأدب الإنجليزي؛ حيث يمكنه استحضار شخصية تاريخية مثل شكسبير أو أي شخصية أدبية أخرى عبر أحد البرامج المتقدمة لتتحدث أمام الطلاب بذات الأسلوب الأصلي للشخصية، مما يزيد من تفاعلهم واهتمامهم بالدروس المقدمة، ويعمق فهمهم للمادة العلمية بطريقة مبتكرة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تعيين محمد شاكر رئيسًا لمجلس أمناء جامعة العلمين الدولية وخيرالله نائبًا له

كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم العملية التعليمية؟

يُقدم الذكاء الاصطناعي أدوات قوية يمكن استغلالها بفعالية لدعم مسيرة التعلم:

  • تلخيص المحتوى الدراسي بكفاءة عالية وتوفير الوقت للطلاب.
  • تنظيم الأفكار وتنسيقها لمساعدة الطلاب على بناء فهم أعمق للمواضيع.
  • تعزيز التواصل التفاعلي بين المعلمين والطلاب عبر أدوات مبتكرة.
  • تقديم محتوى تعليمي مبتكر، مثل استحضار شخصيات تاريخية وثقافية للتحدث أمام الطلاب.

تحذيرات من الاعتماد المفرط: مخاطر الذكاء الاصطناعي على المهارات الأساسية

وفي ختام حديثه، وجه الخبير التربوي تحذيراً شديد اللهجة من أن الاعتماد المفرط وغير الواعي على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى عواقب سلبية على قدرات الطلاب الأساسية. وتشمل هذه المخاطر:

اقرأ أيضًا: خطوة عالمية جديدة.. شراكة أكاديمية استراتيجية بين جامعة بنها الأهلية وفوشان الصينية | كيف سيستفيد الطلاب والباحثون؟

  • استغلال الطلاب للتقنية في الغش الأكاديمي وترك البرامج تحل الواجبات بدلاً منهم، مما يُفقد العملية التعليمية معناها.
  • فقدان القدرات الأساسية مثل التحليل النقدي والتفكير الإبداعي وحل المشكلات، التي تُعد جوهرية لتطور الفرد.
  • تراجع المهارات اللغوية والعاطفية بشكل ملحوظ، خاصة لدى الأطفال الذين يبدأون في استخدام الأجهزة اللوحية والشاشات الرقمية في سن مبكرة جداً.